وجد رامي عياش نفسه معزولًا عن عالم الفن. عامان من الوحدة: لا عروض، ولا اتصالات ولا فرص للعمل. حرب ومحاولات تهميش كادت أن تقضي على مشوار فني بدأ بالتألق في "استوديو الفن"، قبل أن يأتي حبل الإنقاذ من مصر، حين تلقى اتصالاً غير كل شيء.
ذهب رامي إلى مصر وعمل لمدة أربعة أشهر متتالية، استعاد من خلالها ثقته بنفسه، وجمع ما يكفي من المال لإطلاق أغنيته "اشتقتلك قد الدنيا"، التي كتبها ولحنها بنفسه. هذه الأغنية فتحت له أبواب التعاقد مع شركة روتانا، وكانت تذكرة عودته إلى الضوء.
تحدث الفنان اللبناني عن تلك اللحظة وغيرها في لقاء صريح مع برنامج "حبر سري". قال عن مصر: "مصر كانت شافتني بغرق، وقالت لي أنا جنبك"، نافيًا أية شائعات حول خلافات بينه وبين نقيب الموسيقيين مصطفى كامل، الذي وصفه بـ "حبيب قلبي."
وأضاف أن حضوره في مصر يفوق الكثير من الفنانين، سواء من خلال الحفلات، واللقاءات، أو التكريمات، ناهيك عن انتشار أغانيه في النوادي والمطاعم والمناسبات، وأردف: "آخد حقي وغامريني بزيادة في مصر".
الطفولة والتنمر
كما سلطت الحلقة الضوء على طفولة قاسية عانى خلالها من التنمّر، وقصة صعود لم تكن سهلة. حيث كشف رامي عن تعرضه للتنمر المستمر في صغره بسبب فراغ بين أسنانه، وصعوبة نطقه لحرف "السين"، ما جعله عرضة لتعليقات جارحة طوال الوقت من زملائه في المدرسة. هذه الذكريات لم تذهب، لكنها شكّلت جزءًا من شخصيته، ودفعته اليوم ليكون صوتًا داعمًا لكل من يمر بتجربة مشابهة.
هذا الموقف شكّل أيضًا دافعًا لدعمه العلني لزميلته الفنانة كارول سماحة، بعد حملة التنمّر التي طالتها بسبب تجاعيد وجهها. كتب لها حينها: "كل تجعيدة بوجهك منشوف فيها جمال الدنيا كلها"، مؤكدًا أنه لا يتدخل في قرارات الآخرين المتعلقة بالجمال أو التجميل، لكنه لا يسكت عندما يرى شخص يصاب بالأذى حتى لو لم تكن تربطه به علاقة شخصية.
شائعات تهربه من الخدمة العسكرية
وردًا على حديث تهربه من الخدمة العسكرية، أوضح رامي أن الأمر ليس إلا إشاعة لا أساس لها من الصحة. السبب في تغيبه، بحسب قوله، أنه كان طالبًا يدرس هندسة الديكور وعلم النفس، وهو ما يمنحه إعفاءًا قانونيًا، خاصة أن شقيقه كان يخدم في الجيش أيضًا. وأضاف: "حزين جداً لعدم أدائي الخدمة العسكرية، فكل أصدقائي في الجيش... وكان حلمي أن أتطوع".
برامج المواهب... لجان تفتقر الخبرة
ولم يُخف رامي، وهو أحد أبرز وجوه برنامج المواهب الشهير "استديو الفن"، انزعاجه من التوجه التجاري الذي يسيطر على برامج اكتشاف المواهب الغنائية اليوم، معتبرًا أن لجان التحكيم تفتقر إلى الخبرة الحقيقية، مؤكدًا أن "الموضوع الآن صار تجارة أكثر من كونه فن".
وأضاف: "لما كنت عم بغني باستديو الفن، كانت ضربات قلبي ألف واطنعش، وركبي بخبطوا ببعض، وعم بعرق، لأنو كانت لجنة التحكيم يلي على يمينك بتهز بلد".
لبنان وفنانيه... من قصّر بحق من؟
وعندما سُئل عن الفنانين الذين لم يدعموا مؤسسات الدولة واختاروا الهجرة إلى بلدان أخرى، لم يتردد في التعبير عن رأيه بصدق: "إذا بدك كون للماكسيموم صريح معك، لبنان هي اللي مقصّرة مع فنانيها، مش العكس".
وتابع بنبرة عتب وغيرة على الفن اللبناني: "مصر عطت حق لأم كلثوم وعبد الحليم حافظ حتى بعد وفاتهم، لبنان شو عمل لوديع الصافي وفيروز الله يطول بعمرا؟ شو عمل لملحم بركات؟"