مستقبل الموسيقى في السعودية: الفرص والتحديات
باتت صناعة الموسيقى جزءًا محوريًا من الرحلة الثقافية والتاريخية التي تشهدها المملكة في ظل رؤية 2030، إذ تسعى المملكة إلى تمهيد الطريق لمستقبل مزدهر بصناعة الفن، وقد تمكّنت بالفعل من التألق وريادة المشهد الموسيقي والفنّي في المنطقة خلال فترة قصيرة.
ومن هنا، أثارت التطورات السريعة في المجال الموسيقي السعودي عدة تساؤلات حول مستقبل الصناعة. وللرد على هذه التساؤلات، اجتمع نخبة من الفنانين والمختصين لمناقشة التحديات الحالية واستعراض الفرص الواعدة ضمن جلسة حوارية بعنوان "مستقبل الموسيقى في السعودية: الفرص والتحديات"، والتي أقيمت ضمن فعاليات أسبوع الرياض الموسيقي 2024.
تحوّل الصناعة: الدعم المستمر للمواهب المحلية
"شهدت صناعة الموسيقى في المملكة تحولًا نوعيًا أثمر عن آفاق من الفرص الواعدة أمام المواهب المحلية، والتي تحظى بدورها بدعم متزايد من المجتمع المحلي الشغوف بالموسيقى! ويُعد هذا الوقت مثاليًا للفنانين لترك بصمة لامعة في عالم الموسيقى". هكذا صرّح الدي جي بالو، مؤكّدًا أن المجتمع السعودي أصبح أكثر تقبلًا للمواهب المحلية، حيث تختفي الوصمة الاجتماعية التي كانت تحيط بالعمل الفني والفنانين السعوديين تدريجيًا، وذلك بفضل جهود الجهات الحكومية وهيئة الموسيقى التي هيّأت بنية تحتية ملائمة للنمو الفني.
صناعة الموسيقى: من التقليد إلى الابتكار
تقف صناعة الموسيقى في المملكة أمام مفترق طرق بين الفرص الواعدة والتحديات التي تواجه الفنانين. وخلال النقاش الدائر حول ضرورة تطوير الأساليب التجارية، أشار الفنان سلطان الراشد إلى أن المشهد الموسيقي، رغم تحولاته الكبيرة، لا يزال يواجه عقبات تعيق التميز. واحدة من أبرز تلك العقبات هي ظاهرة تقليد التجارب الناجحة، إذ يلجأ العديد من الفنانين إلى تكرار ما سبق بدلًا من ابتكار هوية فنية خاصة وجديدة.
ويؤكد الراشد أن الحل يكمن في استلهام الأفكار من التراث المحلي الغني والمتنوع، قائلًا: "يُشكّل التراث الموسيقي الغني في المملكة، من الشعر إلى الكلمات والألحان، هويةً فريدةً تميز الفنانين السعوديين وتمكّنهم من تحقيق النجاح في المنطقة وخارجها".
وبدوره، يوضح الدي جي بالو أن استمرار ظاهرة تقليد التجارب الناجحة السابقة قد يحد من قدرة الفنانين على التميز، ويرى أن الاستثمار في أساليب مبتكرة هو المفتاح لإطلاق العنان للإبداعات المحلية لتصل إلى العالمية.
السعودية كوجهة عالمية للموسيقى
يشير الدي جي هاني البنجري إلى أن السعودية على وشك أن تصبح مركزًا إقليميًا وعالميًا في مجال الموسيقى، وذلك في ظل وجود أحداث هامّة على الساحة الفنيّة، مثل مهرجان ساوند ستورم ومؤتمر إكس بي لمستقبل الموسيقى. إذ تزيد هذه الفعاليات مستوى الاهتمام العالمي بالموسيقى السعودية وتجذب أعدادًا كبيرة من الفنانين المحليين والدوليين، كما تعد منصات مميزة لعرض المواهب، وتعكس الدعم الحكومي الذي يهدف إلى تطوير المشهد الموسيقي السعودي وتوفير بيئة خصبة للابتكار الفني.
أما عند سؤاله عن سبل نجاح الفنانين في المملكة وانطلاقهم نحو العالمية، يجيب البنجري قائلًا: "يعتمد نجاح الفنان في المملكة على فهم جمهوره المستهدف ووضع أهداف واضحة لعمله، بجانب فريق المديرين المتمرسين القادرين على تحويل رؤيته الفنية إلى واقع ينبض بالإبداع والتأثير". ومن هنا، يعكس هذا التوجه المهني التزامًا جادًا من الفنانين السعوديين لرفع مستوى الإنتاج الفني والانتشار عالميًا.