ارتبطت الفوازير بشهر رمضان المبارك في دول العالم العربي منذ بداية الستينيات وحتى يومنا هذا. وفيما اقتصر مفهوم بعضها على كونه برنامج مسابقات عادي، فإن نسخ أخرى جمعت الغناء والموسيقى والرقص الاستعراضي والشعر، فضلًا عن الأزياء الاستثنائية والتمثيل في قالب فني ترفيهي واحد تسابقت على إنتاجه الشركات والقنوات على مدار السنة لعرضه في رمضان، حتى باتت أغاني الفوازير يتردد صداها طوال أشهر السنة، ويتعاقب على سماعها أجيال بدءًا من جيل الثمانينيات والتسعينيات حتى عصرنا الحالي.
ففي السعودية مثلًا، ارتبطت مقدمة أغنية الفنان محمود الإدريسي "سألتك لله" في أذهان ملايين السعوديين من بدايات الثمانينيات بشهر رمضان المبارك، الأغنية من ألحان عبدالقادر الراشدي، وكلمات الطيب الأعلج، كما استُخدمت كمقدمة لبرنامج فوازير رمضان حتى أصبحت مرادفا للحنين إلى الماضي والذكريات الجميلة بين أوساط المجتمع السعودي.
وتحتفظ الذاكرة الفنية للسعوديين أيضًا بمقطوعة موسيقية خالدة من أغنية الفنانة أم كلثوم "حديث الروح" من كلمات محمد إقبال، حين استُخدمت لمقدمة مسابقة رمضان للكبار في العام 1994 على القناة السعودية الأولى.
لم يكن الأطفال بمنأى عن فوازير رمضان، حيث خصص لهم التلفزيون السعودي "فوازير مشقاص" عام 1986، بتتر بداية من أداء الفنان حسن دردير، حيث علقت كلماته وألحانه في أذهانهم ليستذكروا به سلسلة من ذكريات الطفولة خلال شهر رمضان.
متابعة المشاهد الخليجي وبالأخص السعودي لم تقتصر على إنتاجات الفوازير من القنوات المحلية، بل امتدت شعبية العديد من الإنتاجات العربية لتجد طريقها إلى الجمهور السعودي. وحين نتحدث عن الإنتاجات العربية للفوازير، لا يمكننا ألا نذكر الفوازير المصرية المشتعلة بأوجها المبهج على الساحة الخليجية والعربية عامة.
نذكر من بينها فوازير الأمثال "على رأي المثل" التي قدّمتها شيريهان وعمل على تأليف أغانيها عبد السلام أمين، ومن ألحان سيد مكاوي في تتر البداية والنهاية، أما الاستعراضات فمن عمل حسن الفيفي، والتي حصدت جمهوراً واسعاً يترقب شهر رمضان كل سنة، وينتظر وقت الإفطار في كل يوم من الشهر الفضيل، ليستمتع بالفنون الأدائية المفعمة بالحياة والحركة إلى جانب الأزياء الزاخرة بالألوان والإبداع، الفوازير جاءت بإعداد موسيقي من معالي الحفناوي، فيما قاد الفرقة الموسيقية محمد عمّار.
أشكال تقديم الفوازير الرمضانية كانت متجددة ومختلفة في كل رمضان عن الذي قبله، وبالتزامن معها كانت تزداد إبداعية الأغاني والموسيقى والاستعراضات الفنية، ففي عام 1988 بُثت فوازير "ألف ليلة وليلة" مع شيريهان بمقدمة وأغاني من تأليف عبد السلام أمين وألحان وتوزيع محمد الموجي، كما صمم الاستعراضات حسن عفيفي، وعمل على إعداد الموسيقي معالي الحفناوي.
كما تأثر الجمهور السعودي بالفوازير الشامية من سوريا أيضًا خلال العام 1998، حين عرض التلفزيون السوريّ "فوازير مين وين" وهي فوازير رمضانيّة سوريّة من تأليف وتوزيع موسيقي لرضوان نصري.