تميّز الجزء الأول من مسلسل مدرسة الروابي للبنات بالاختيارات الموسيقية، فإلى جانب الاهتمام بالتفاصيل المرتبطة بحياة الطالبات مثل اللون الزهري الطاغي والنمط التعبيري في الأزياء، اشتهر المسلسل بقائمته الموسيقية المأخوذة من فرق وفناني الإندي في المنطقة والتي غالبًا ما حملت أصواتًا نسائية. أعاد الموسم الأول إلى الواجهة أغاني مغمورة مثل "شوربة رصاص" بصوت ندى الشاذلي، و"لاقيني" مع فرقة أقصى الوسط، واتبع الموسم الثاني نفس النمط مع أسماء وفرق جديدة. عادةً ما يكون اختيار الموسيقى المناسبة للمسلسلات عملًا تشاركيًا بين المخرج والمشرف الموسيقي، وقد عملت شيرين كمال في الموسمين كمشرفة موسيقية، واستطاعت ترجمة رؤية المخرجة تيما الشوملي وتعزيز القصة والتأثير العاطفي للأحداث، وتوافقت الاختيارات مع الاتجاه الإبداعي للمسلسل في الموسم الثاني.
بعد أن افتُتح الموسم الماضي بأغنية من فرقة الدعسوقة، عاد هذا الموسم على نغمات البوست روك مع شين، المغنية وكاتبة الأغاني من الإسكندرية، بأغنية "تيليفون كاسيه" التي صدرت العام الماضي، وتحكي عن يوميات فتاة عنيدة تشبه شخصية البطلة الأساسية: "في مليون حكاية من ألف حد ومنهم واحدة شكلها اشتغالة". اندمجت إيقاعاتها الإلكترونية مع المشهد الأول، وأدخلتنا إلى عالم البطلات الجديدات، وكان قد ظهر في الإعلان التشويقي أن هذا الموسم يحمل قصة جديدة مرتبطة بمواقع التواصل الإجتماعي والشهرة السريعة.
بعد اختيار تراك هيب هوب من الرابر كوين جي في الموسم الماضي، دخلت هذا الموسم الرابر جارا بتراك "أفا" مع المشاهد الافتتاحية والعودة إلى المدرسة، واندمج صوتها مع روح الفتيات المرحة والشخصيات الأساسية التي تحب الموسيقى والميديا. اهتم هذا الموسم بنقل صورة واضحة عن استخدام المراهقات لمواقع التواصل الاجتماعية، ونقلت المشاهد طريقة استخدام الهواتف في المدرسة والهوس بمشاركة الصور واللحظات ومشاهد الرقص على التيك توك.
حمل المسلسل الكثير من الأحلام والآمال التي حاولت الفتيات تحقيقها، ونقل تعرّضهن للتنمر والتعليقات السلبية الدائمة، ما منعهن من الوصول إلى أهدافهن خلال الفصل الدراسي. رافق صوت أمل مثلوثي هذه الأحداث الدرامية وأعطتها لمسة عاطفية في "هدوءٌ" من ألبومها "كلمتي حرة" و"ظالم" من ألبوم "يوميات تونس". كما استعادت واحدة من بطلات المسلسل أغنية "حلم" بصوتها، بعد أن عانت من التنمر والنبذ الاجتماعي طوال المسلسل "دنيا ترى فيها ملامح ناس/ قوسها الضلم و البؤس و القهر".
كشف المسلسل أيضًا عن غياب المساعدة النفسية المختصة للمراهقات، خاصة على صعيد الاحتياجات الخاصة مثل اضطرابات الأكل للمحافظة على الشكل المثالي لمواقع التواصل. حملت هذه المشاهد أغنية "قلب" لـ ياسمين حمدان والتي تحكي عن اضطرابات مرتبطة بعلاقة النساء مع أجسادهن وتدهور الحالة الصحية المرتبطة بالصحة النفسية: "أنا عندي هوس أنا عندي قلق/ اذا ضغطي لعب اذا ضغطي قشط".
تناول المسلسل أيضًا ظاهرة الابتزاز الإلكتروني التي تتعرض لها المراهقات، خاصة اللواتي حققن شهرة بعد وصولهن إلى آلاف المتابعين على مواقع التواصل. "إنسان جبان، حيوان، شيطان، غلبان" بهذه الصفات رافق صوت مريم صالح هذه المشاهد بأغنية "امشي على رمشي" مع زيد حمدان، لتحكي المشاهد عن هذا النوع من التنمر والابتزاز الإلكتروني.
كما حمل المسلسل أغاني على إيقاعات إلكترونية مع الثنائي الموسيقي تاكسي كباب، المتأثر بالتراث المغربي والاعتماد على آلات السنث لترجمة أفكار مضطربة ومشوشة، بينما حمل صوت المغنية ليلى جقير في "أرضينا" طبقات حادة اندمجت مع مشهد الخسارات والخوف. أما المشاهد الحزينة، فقد رافقها صوت الثنائي يوما في أغاني مثل "دوم" و"سكر"، وفرقة الأيدي الخفية بأغاني "سوما" و"بلاك بلود"، وهي من الفرق المستقلة التي أعادها هذا الموسم إلى الواجهة بعد أن مرّ عليها أكثر من عشر سنوات.