تحمل قصص نجاح الثنائيات التي تعرّفت على بعضها في سن مبكرة، تفاصيل واهتمامات مشتركة قد لا تكون واضحة في وقتها. قبل عشرين عامًا، لم يكن سهيل نفّار يتخيّل أنه سيتعاون بين عامي 2019 و2020 مع كاتب وستاند أب كوميديان هاجر في طفولته من فلسطين إلى أميركا، وكان قد التقى به خلال جولته الموسيقية مع فرقة دام.
لكن شغفهما المشترك بالموسيقى، خاصة الهيب هوب، واهتمام مو عامر بالمشاريع التي تعكس هويته، لعبا دورًا أساسيًا في تشكيل الجانب الموسيقي لمسلسل "مو"، ليقدما خليطًا موسيقيًا يجمع بين جنرات مختلفة بطابع شخصي وثقافي عميق.
دمج الثقافات الموسيقية
يفسر سهيل نفّار اختيار الموسيقى والأغاني المستخدمة في المسلسل بقوله: "لازم نتذكر أن مو كشخصية هو إنسان محاط بثقافات معينة، فهو عربي، فلسطيني، مسلم، هاجر إلى أمريكا، ولديه أصدقاء مثل صديقه النيجيري وصديقته اللاتينية. وهو يعيش في هيوستن، التي تتسم بثقافة الهيب هوب، بما في ذلك هيوستن راب وتكساس راب، وهي جزء من حياة مو منذ نشأته." بناءً على ذلك، فإن السلطة التي تظهر في المسلسل، بحسب وصفه، لا تعكس مجرد حالة أو ثيمة للعمل، بل هي تعبير مجازي عن عالم مو ومحيطه الثقافي.
كان عالم المسلسل مليئًا بالأصوات المتنوعة التي تمثلت في إدخال الموسيقى العربية وأصواتها الجديدة مع أسماء مثل ناي البرغوثي، حيث يصف سهيل صوت ناي قائلاً: "السين اللي بينسمع فيها صوتها عنجد بيقشعر البدن". هذا بالإضافة إلى الهيب هوب الجنوبي القادم من نواحي مدينة تكساس، حيث تم الدمج بين الثقافتين بأكبر قدر ممكن، مما أضاف بعدًا خاصًا للعمل.
اختيارات موسيقية مؤثرة
يرجع نفّار جزءًا كبيرًا من اختيارات الموسيقى إلى مو عامر، نظرًا لأن المسلسل مستوحى من قصته الذاتية، وكان له دور كبير في الإشراف الموسيقي، حيث قال: "دوري أساعده كيف يدمجها بالطريقة الصح". هذا وكانت مهمة سهيل الصعبة والحساسة هي إيجاد طرق قانونية لتوفير الأغاني المختارة.
ومن بين الأغاني التي بذل فيها مجهودًا كبيرًا، كانت الأغنية المفضلة لعامر هي "يامو" لدريد لحام، والتي تظهر في مشهد تحضير الأم مع زجاجات زيت الزيتون في الجزء الأول. وتربط عامر علاقة حميمة مع هذه الأغنية، حيث بكى والده عندما سمعها لأول مرة.
مسؤولية المشرف الموسيقي
يأخذنا سهيل نفار إلى عمق وظيفته كمشرف موسيقي، حيث يوضح الشق الأهم في وظيفته وهو كيفية الحصول على حقوق استخدام الموسيقى والأغاني المطلوبة للعمل الفني. ويحرص على أن يكون عرض هذه الموسيقى قانونيًا بشكل كامل، مع ضمان احترام حقوق الملكية الفكرية لكل طرف معني.
كما شرح لنا أنه عندما تضيف أغنية إلى ريل على إنستجرام أو تيك توك لأغراض تجارية، يسمح لك الموقع بعشر ثوانٍ فقط قبل أن يبدأ في محاسبتك على حقوق استخدام الأغنية. أمّا على يوتيوب، توجد ملايين الفيديوهات، سواء كانت مراجعات موسيقية أو غيرها من المحتوى، يتم حذفها بسبب خرق حقوق استخدام الأغاني، سواء من الشركة المنتجة أو الفنان نفسه.
من وجهة نظره، هناك مسؤولية تقع أيضًا على المبدع في العمل الموسيقي. تبدأ هذه المسؤولية من تسجيل حقوق جميع شركائه في العمل الموسيقي. كما تشمل الحفاظ على نسخ واضحة وسليمة ليس فقط للمنتج النهائي، بل أيضًا لتقطيعات الموسيقى وحدها، بطبقاتها المختلفة طوال عملية الإنتاج. إضافة إلى ذلك، يتطلب الأمر حفظ العينة الغنائية دون موسيقى. فوجود فنان منظم في إجراءاته القانونية وتقسيمه الداخلي لحفظ المحتوى يجعل عمله أكثر سهولة وبساطة.
رؤية موسيقية وإسهامات عالمية
يرى سهيل أن الفنانين المهتمين بوجود أعمالهم الموسيقية في الدراما والسينما يجب عليهم أن يتخيلوها منذ بداية صناعتها بشكل بصري. لا ينبغي أن تكون مجرد كلمات وقوافي موضوع عليها موسيقى، بل يجب أن تكون أعمالًا تفتح أبعاد التخيل لمستمعيها، وهذا يجعلها أكثر قدرة على الترشح واختيارها بشكل أفضل.
يعمل سهيل نفار كمدير لشركة تسجيلات Empire Wana إلى جانب عمله كمشرف موسيقي. وفي العام الماضي، تم تصنيفه ضمن قائمة بيلبورد العالمية للاعبين المؤثرين في صناعة الموسيقى. وقد ساهم هو وإمباير بشكل كبير في وضع الموسيقى الأفريقية والآسيوية على الخريطة العالمية.
تابعوا المقابلة الكاملة مع سهيل نفار في الفيديو أعلاه.