حصلت الموسيقى التصويرية لفيلم Emilia Perez، الذي يتضمن أغنية "El Camino" لسيلينا غوميز، على جائزة كان ساوند تراك 2024. وتُمنح هذه الجائزة من قِبَل رابطة مستقلة عن مهرجان كان، إذ تسلط الضوء على الإسهام الموسيقي المتميز في السينما، باختيارها واحدًا من الأفلام الروائية الطويلة المشاركة بمهرجان كان، وتقديم جائزتها الخاصة بالموسيقى التصويرية، بناءً على اختيار 15 صحفيًا.
قد يبدو الأمر مفاجئًا، لكن أكبر ثلاثة مهرجانات سينمائية أوروبية (مهرجان كان السينمائي ومهرجان فينيسيا ومهرجان برلين) لا تمنح جوائز لأفضل موسيقى تصويرية أصلية. وفي الوقت نفسه، فإن جوائز الأوسكار وكذلك كل المهرجانات السينمائية الدولية الكبرى الأمريكية والبريطانية، تحتوي جميعها على فئة؛ أفضل موسيقى تصويرية أصلية. هذا ما دفع فنسنت دوير لتأسيس Cannes Soundtrack Award لسد الفراغ المتعلق بتكريم الإبداع الموسيقي في مهرجان كان.
الأمر يبدو أكثر غرابة مع مراجعة بعض التفاصيل في نُسخ سابقة من مهرجان كان السينمائي، حيث تمت دعوة بعض الموسيقيين المساهمين بصناعة السينما ليكونوا جزءًا من لجان تحكيم مهرجان كان في العديد من النسخ، فعلى سبيل المثال، كان ألكسندر ديسبلات (الفائز بالعديد من جوائز الأوسكار لأفضل موسيقى تصويرية) عضوًا في لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي لعام 2010. حينها استهجن الكثيرون أن يطلب مهرجان كان من الموسيقيين المشاركة في عملية منح الجوائز، مع إهمالها عنصر الموسيقى التصويرية في جوائزها، ليعمل فنسنت دوير على تأسيس جائزة كان ساوند تراك في تلك السنة، ويحصل المؤلف الموسيقي جوزيف فان وسيم على أولى جوائز كان الموسيقية سنة 2013 عن فيلم Only Lovers Left Alive.
وشهد مهرجان كان السينمائي العديد من الحوادث الغريبة التي تتعلق بالموسيقى عبر تاريخه، ففي عام 1964، عندما فاز فيلم الميوزيكال The Umbrellas of Cherbourg بالسعفة الذهبية، صعد المخرج جاك ديمي على المسرح لاستلام الجائزة بدون المؤلف الموسيقي ميشيل ليجراند. ولكن جائزة كان ساوند تراك تبدو وكأنها تسد الفراغ، بعد ما صارت تُمنح سنويًا لفيلم مشارك بمهرجان كان، ليكون فيلم Emilia Pérez الذي وضع الموسيقى التصويرية له كليمنت دوكول بالتعاون مع كامي، هو الفيلم رقم 12 الذي يحصل على هذه الجائزة.