انتشر اسم أرسينك في السين المصري خلال السنوات الماضية كانتشار النار في الهشيم. ظهر اسمه في أي سايفر أو باتل راب أو حتى بيف، حتى أنه فتح سلسلة تعاونات مع أسماء بارزة من المشهد وقدم أولى تجاربه التمثيلية بدور رابر في فيلم خمس جولات. انتشرت قبل سنوات على الإنترنت فيديوهات قديمة له من مرحلة مراهقته وهو يغني في صالون منزله، أغنية بوب لوائل جسار وتراك راب لـ MKG أداها بتدفق سلس دون أن يسقط عن البيت.
أحب أرسينك البيت وأولاه اهتمامًا كبيرًا حتى اقترنت مسيرته كرابر مع أسلوبه الإنتاجي المتماسك. انتقل في ٢٠١٨ من الساوند كلاود راب إلى مرحلة جديدة، بعد أن غيّر اسمه من ميستيريو إلى أرسينك. لكن ما لم يبدله هو أسلوب الأولد سكول وفي وقت ذهب فيه السوق المصري إلى الجنرات الجديدة، أنتج تراكات من جنرا الـ بوم باب الكلاسيكية مثل تراك إحماء. يمكن القول أن أرسينك أعاد لهذه الموجة بريقها في إصدارات مثل الشيء، حيث كشف فيها عن بلاغته بالكتابة من بنية القوافي القوية إلى طريقة الدليفري والفلو الإنسيابي على الإيقاع والتلاعب بالألفاظ المعقدة، دون أن يسهو عن إبراز نبرته العاطفية الخام.
كثّف إنتاجيته سنة ٢٠٢٠ وصار له بصمة صوتية افتتح بها أبرز تراكاته "من جنوب الدولة لباقي شعوب الكوكب" في إشارة إلى انحداره من أسيوط في الصعيد. افتتح سلسلة تعاونات أولى مع زينة الشاذلي في معالم المدينة، ومع رع في دراما. كما قدم أولى كليباته لتراك الشيء من إنتاج Inhouse Creatives، الشركة التي تعاقد معها في هذه الفترة. اشترك مع أبو الأنوار بأسلوبه الرايق بالإنتاج في تراك روق، فأعطاها بيت صايع حمل عيّنات سنث جذابة للأذن، كما حكى في باراته عن بداياته في الراب وكيف طوّر وصقل أسلوبه.
فتح باب التجريب بصوته أكثر سنة ٢٠٢١، حين قدم في تراك مسار أسلوبًا صوتيًا جديدًا على إيقاع ٨٠٨ من إنتاج محمد الألفي، بينما طور أسلوبه بالإنتاج في طوارئ التي ملأها عيّنات صاخبة. انتقل سنة ٢٠٢٢ للعمل مع شركة البطرون في إنتاج أعماله، وافتتح العام بتراك ستار الذي سطّر مرحلة جديدة على كل الأصعدة، حتى أن صوته تبدل مع دخوله مرحلة العشرينات. كما اشترك بعدد من السايفرز مثل سايفر أرابيا وScene Cypher 02 مع أسماء بارزة مثل ديزي تو سكيني وموسى سام.
يمكننا اعتبار ٢٠٢٣ سنة التعاونات المميّزة، والتي حققت له انتشارًا أكبر وسجل فيها حضورًا صوتيًا وبصريًا واثقًا. بدأها مع دوبل زوكش بتراك أنا وزميلي في كليب خاطف مليئ بمؤثرات بصرية جذابة كاشفًا عن راحته أمام الكاميرا. تميز أسلوبه القوي بالمزج الديناميكي للكلمات مع الإيقاعات اللحنية، كما في تراك روك ستار مع مروان موسى، وديبروين مع ديزل أوزي، بالإضافة إلى رامبو مع عنبة. كما اشترك مع عايدة الأيوبي في تراك بين نارين من تجربته التمثيلية الأولى في فيلم خمس جولات. غالبًا ما تعمقت كلماته في وقائع من حياة الشارع ونقلت صورًا جريئة للبقاء والاستمرار، بالإضافة إلى التبجح بالقوة والعزيمة.
أما في ألبومه الأحدث الذي حمل عنوان "كود" والصادر قبل أيام، فافتتحه أرسينك مع تراك لانج من إنتاج كولبيكس بوي ببارات "بيقولوا المعلمة دي فن / جاهز و فريش لانج". ذهب أرسينك بعيدًا بالتجريب في هذا الألبوم، خاصة في تراك المولد مع عنبة وسلايفر، والتي حملت إيقاعات تقترب من أسلوب التراب الشعبي. بينما سطر تعاونات مثيرة في كود مع يانج زوكش و أبو الأنوار وأديوس مع سانتا.
كبر أرسينك في السين فمن أيامه الأولى وحتى ألبوم كود، اتسمت رحلته بالتطور والمرونة. بقي وفيًا لجذوره دون الخوف من استكشاف مناطق جديدة في الموسيقى والأداء، فتنقل من الـ بوم باب إلى التراب ودمج اختياراته بين الأولد سكول والنيو وايف، ما جعله يقدم مزيجًا من الحنين إلى الماضي والإبداع المعاصر.