بمزيج من الشعر والحنين، اللذان يختلطان باللغتين العربية والإنجليزية، يقدم بايو نفسه ضمن المشهد الفني للبوب والآر-أند-بي متفرداً. خلال سنوات قليلة، تمكن الشاب العشريني من بناء قاعدة جماهيرية لنفسه، فوصلت نسب الاستماع لأغانيه إلى أرقام عالية، خاصةً وأن نشاطه الفني يمتد ليلامس أبناء الثقافة الثالثة بشكل خاص. لذا فلم يكن مفاجئاً أن يحيي بايو حفلاً له مؤخراً ضمن سلسلة The Fridge الغنائية في دبي ضمن موسمها الـ 42، حيث التقت بيلبورد عربية به، للحديث عن صوته وموسيقاه.
من لعب كرة القدم، وإثر إصابة في قدمه، انتقل بايو إلى كتابة الأغاني ليعبر عن الحنين الذي شعر به في ظل ابتعاده عن عائلته للدراسة. وجد في الموسيقى ملجأً ومنعطفاً جديداً ليسير فيه مهنياً، متأثرًا بأصوات عربية كعمرو دياب ومحمد منير، وأخرى غربية مثل ذ ويكند وبارتي نسكت دور وفرانك أوشن.
ظهر إرث بايو العربي والمصري بشكل خاص واضحاً منذ البداية، في أول أغنية أطلقها عام 2019 تحت عنوان "Moonlight". اتّبع هذا الخط في موسيقاه ليمزج البيت العربي بكلمات إنجليزية، ثم تدريجياً، ومع حلول 2021، أصبح للكلمات العربية مكان في أغانيه رغم اعترافه في أغنية "Hacienda" بعدم تمكنه منها بعد، ليغني: "العربي بتاعي متكسر، بس أنا بكسر الدنيا." وهذا ما حصل فعلاً.
العام الماضي، أطلق بايو أغنية "Egyptian Wifey"، لتلقى نجاحاً فورياً وتقدّمه لجمهور جديد، ربما لبساطتها ومحاكاتها مشاعر الحنين لدى مستمعيه. يذكر بايو لبيلبورد عربية: "أنا لسا كنت في الجامعة، وكنت في الباص رايح نيويورك، وفي الوقت ده كنت عايز أرجع مصر واشتقت لأمي جدًا، فكنت بفكر فيها." هكذا بدأت فكرة الأغنية، وسرعان ما بدأ بالعمل عليها جدياً. "كانت أغنية أخذت مني ستة أشهر من العمل، لأني حبيت إنها تكون مثالية أكيد عشان أمي."
مجدداً وخلال فترة أشهر، أطلق بايو أغنية "Call Her Right Now" لتحاكي المشاعر المختلطة ذاتها، فتعاون فيها مع هادي معمر وموتيف ألومناي، ضمن معسكر للكتابة جمعهم معاً في الساحل المصري. "إحنا كنا قدام البحر، fنستمتع بوقتنا ونضحك، وكان هادي بيلعب بيتات كالعادة، واستمر بالتكرار والتكرار، حتى لاحظت أنها رائعة."
التعاون مع أصدقاء له من المجال الفني لم يكن بالأمر الجديد بالنسبة لبايو، ففي العام الذي سبقه، جمعه تعاون آخر مع سانت ليفانت وبلايارد في أغنية "Here and There"، والتي يصفها بايو بالأغنية المميزة جداً بالنسبة له. يقول: "كان وقتاً غريباً لنا جميعاً، كانت بمثابة مرحلة انتقالية، كنا جميعاً في بداية دخولنا لعالم الموسيقى، فكانت كلحظة إدراك بأن هذا قد يكون مسارنا في الحياة، أو قد يكون أمراً بإمكاننا السعي فيه."
أما مؤخراً، وعقب النجاح الأخير الذي شهدته أغنية "بنسى حالي"، أصبح واضحاً التوجه نحو توظيف اللغة العربية في أغانيه بشكل أكبر، وهو الأمر الذي يبدو بأنه سيحدد مسار الأغاني القادمة بالنسبة لبايو. "حسيت إني كنت عايز أعبر عن نفسي أكتر بالعربي، فلما قعدت مع هادي ولما كتبنا الكلمات، كانت عملية ليها خصوصية، ولسا حاسس إني عايز أغني بالعربي أكتر، بحب الغنى بالعربي، وحاسس إن أنا ممكن، أطلع كل اللي جوايا لما بغني بالعربي."
ينسب بايو اختياره للمزج بين اللغتين لأسلوب حياته الذي جمع ثقافتي الشرق والغرب، فيقول: "لطالما عملت على ما انجذبت له أذناي، في بعض الأحيان كانت باللغة الإنجليزية، وساعات بالعربي." أما اختباره لصوته ضمن الآر-أند-بي تحديداً، فيبرره بايو لكونه من النوع المحب. "الحاجات الرومانسية هي تخصصي" إلا أن ذلك لم ولن يمنعه من التجربة بألوان مختلفة من الموسيقى، فالمهم بالنسبة له في نهاية الأمر هو خلق توازن ضمن الأغاني التي يقدمها سواءً من حيث اللحن أو الكلمات.