"الناس فاكرة إن أنا طلعت من ‘3 دقات’ أو من ‘مسافر’، بس هو في مشوار قبلها بكتير، من 2011/ 2012 لحد 2017. في الخمس سنين دول، كل حاجة بتحصل للبني آدم عشان توقفه عن اللي هو عايزه حصلتلي". هكذا يختزل أبو رحلته الموسيقية في مقابلته مع بيلبورد عربية، التي تحدّث فيها عن مختلف مراحل مسيرته، مُنذ أن كان هاويًا وحتى وصوله إلى العالمية. عبر هذا الحديث شاركنا أبو، الذي حصل الشهر الماضي على ثلاث جوائز عالمية عن أغنيته الإنكليزية الأولى "The World is Blind"، كواليس صناعة الأغاني الأبرز في مسيرته.
يُشير أبو في مقابلته مع بيلبورد عربية إلى اللحظة التي فكّر فيها أن يحترف الموسيقى، التي كانت يهواها. حدث ذلك حين قرأ خبر حصول بوب ديلان على جائزة نوبل سنة 2012، لينعكس الخبر على حياته الشخصية، ويقرر أن يترك عمله كمدير في شركة أمريكية، وينطلق نحو تجربته الموسيقية؛ التي يُمكن أن نقسمها إلى ما قبل "3 دقات" وما بعدها. في سنة 2013 دخل أبو مشهد الموسيقى البديلة، حين أصدر أول أغانيه "الناس مبترحمش"، التي تتناغم مع الأفكار الثورية بانتقادها أحوال البلاد حينها، ليبدأ أبو بالانتشار في أوساط جمهور موسيقى الاندي العربي مع تقديم الأغنية في برنامج "البرنامج" مع باسم يوسف.
حافظ أبو على الستايل ذاته في التجارب التالية، مثل "أوكسجين" التي غنّى بها عن المساواة بين البشر، وأغنية "مش هخاف" التي تبدو كأغنية تحفيزية لمواجهة الظروف الصعبة. وفي سنة 2015 قدَّم أبرز أغاني المرحلة الأولى من مسيرته، وهو ديو "مسافر" الذي جمعه بأسطورة الموسيقى الشعبية، أحمد عدوية، والتي قُدمت كتتر لبرنامج "الفرنجة"، الذي قدمه ثلاثي الكوميديا فهمي وشيكو وماجد سنة 2015.
في سنة 2018 توّجت "3 دقات" النجاح الأكبر لأبو في بوب المصري؛ إذ تخطت الأغنية عتبة المليار مشاهدة على يوتيوب، وقد حافظت على حضورها على قائمة بيلبورد عربية هوت 100 مُنذ أن تم إنشاؤها بنهاية عام 2023. يقول أبو عن كواليس صناعة أغنيته الأيقونية: "3 دقات طلعتلي وأنا في رحلة بالبحر الأحمر، كان أزرق بأزرق، وقتها كتبت أول فيرس: ‘وقت غروب الشمس واقف عالبحر بعيد’ لحد ‘لما شفتها قلبي دق 3 دقات والطبلة دخلت عملت جوا دماغي حاجات’، وبعد كدة عطلت. ولما رجعت عالجونة كان عندي حفلة ألعبها، وكان من ضمن الناس اللي حضروا الحفلة السيناريست تامر حبيب، ووقتها طلعتوا معاي يغني معاي ‘مسافر’، وبعد ما خلصنا قلتله: مش أنت سيناريست جامد! أنا وقفت بحدوتة لحد هنا. وتاني يوم عديت عليه بالغيتار، وبقينا أنا بكتب سطر وهو يكتب سطر، وعملنا تعاون مثالي بالكتابة". صدرت "3 دقات" كالأغنية الرسمية للدورة الأولى من مهرجان الجونة، وخرجت منه إلى العالم بأسره، لتكون الهيت الأبرز في سنتها، وتبقى بين الأغاني الأكثر استماعًا حتى اليوم، كما تُشير قوائم بيلبورد عربية.
من بعد "3 دقات" قدّم أبو العديد من الأغاني الناجحة التي جرّب بها جنرات موسيقية مختلفة، فجرّبَ مثلًا الأفرو بيت بأغنية "كدابين" وقدَّم أغاني بوب تحظى بانتشار كبير، برزت بينها أغنية "ملك الفبركة"، التي ظلّت ترند لوقت طويل بسبب تماشيها مع ثقافة الجمهور المتفاعل على تيك توك. يُشير أبو إلى أن نجاح الأغنية بقي محدودًا عند صدورها في الصيف، ولكن نجاحها انفجر بعد أشهر بالتزامن مع قضية جوني ديب وأمبر هيرد، بسبب استخدام الأغنية من قِبل بعض التيكتوكرز مع لقطات لأمبر هيرد.
وعبر مقابلته مع بيلبورد عربية، شوّق أبو جمهوره لما سيقدمه بالمستقبل القريب، حيث قال: "أنا كل ده كنت لسا بسخّن، واللي جاي أكتر بكتير، على مستوى المزيكا وغيرها من الفنون.. اللي جاي انشاءلله مزيكا مختلفة عني، أنا طلعت برا الكومفرت-زون بتاعي، وبدأت أروح لحتت جديدة خالص. أنا بوعد الناس إنو اللي جاي كله انبهار".