خرج مشهد الأفروبيت من نيجيريا وغانا في أواخر السيتينيات، وجمع بين عناصر موسيقى اليوروبا التقليدية والجاز والهايلايف والفانك، كما اعتمد على أسلوب الترتيل بالغناء في مزاج إنتقائي مع الإيقاعات والتناغمات المعقدة، وغالبًا ما جاءت كلماته واعية اجتماعيًا ومشحونة سياسيًِا. كل هذه الاندماجات الداخلة في عمق الثقافة الإفريقية ساهمت بأن تكون الموسيقى السودانية بسلمها الخماسي أرضًا خصبة للتجريب.
مع سطوع نجم الأفروبيت في السنوات الأخيرة واندماجه مع جنرات عالمية مثل البوب والهيب هوب، خرج موسيقيون دمجوا إيقاعات الأفرو بيت مع الفلكلور السوداني، وقد دخلت إصداراتهم في عمق تأثيرات مشهد الهيب هوب والجاز السوداني والزنق. غالبًا ما دمجت هذه الإصدارات موضوعات العدالة الاجتماعية والنشاط السياسي والهوية الثقافية في كلماتها، مما عكس تجارب ونضالات الشعب السوداني. نجمع في هذه القائمة أبرز إصدارات مشهد الأفروبيت السوداني من بواكير التجربة إلى تشكيل المشهد عبر غزارة الإنتاج.
روتيشن - رندكا
تعتبر تراك رندكا مع روتيشن من بواكير تجربة الأفرو بيت في المشهد السوداني حيث صدرت في ٢٠١٨. تعاون فيها روتيشن مع المنتج ويلي ويل وأعطاها بيت مليء بالحيوية ناسب أدائه الصوتي، الذي دمج فيه بين اللهجة السودانية والإنكليزية. هذا ويعتبر روتيشن واحد من أبرز المساهمين في مشهد الهيب الهوب السوداني، وقد قدم أعمال انخرط فيها مع الإيقاعات الإفريقية مثل "تروبيكال" و"خواجة".
مارسيبما - عينك
واحدة من أهم السمات المميزة للأفروبيت السوداني هي روح الابتكار والتجريب، تخطى الفنانون حدود الجنرا عبر دمج عناصر من موسيقى الجاز والفنك والريغي وأنماط أخرى مع الأفروبيت. كما شكلت هذه التعاونات عصب المشهد، حيث اجتمع موسيقيون من خلفيات مختلفة لإنشاء أصوات انتقائية تعكس تنوع الثقافة السودانية. يأتي الثنائي مارسيمبا المؤلف من مازمارس وسيدو سيمبا على رأس قائمة المجربين والمطورين، حيث تعتبر إصداراتهم مثل "ما مهم" و"كندكا" من أبرز الإصدارات التي رفعت المشهد، بالإضافة إلى "باجري" مع فلاش كيدو.
ريكسوس - الليلة دوب
قدم ركسيوس تراك "الليلة دوب" على أنها مشروعه الموسيقي التجريبي سنة ٢٠٢٠، هدفه إعادة ترتيب الموسيقى السودانية التقليدية القديمة وترجمتها إلى أسلوب الأفروبيت. حملت الكلمات استلهامات من عمق الثقافة السودانية وجاءت بطابع عاطفي، حافظ ركسيوس إنتاج البيت على اللون الأصلي والشعبي باستخدام الإيقاعات المحلية مع آلات الدرامز والبيس لاين، بينما أعطاها صولو السكسوفون تأثير الجاز مع خطوط الهارموني.
دي جي تيدي جام وسال وريكسوس - يا زولة
مثلت يا زولة نقلة نوعيّة في مشهد الأفروبيت السوداني خاصة وأنها اعتمدت على السلم الخماسي وحملت إيقاع راقص. حمل الكليب من إخراج مامادو أبوزيد لقطات حيويّة وديناميكية، احتفت بهذه التأثيرات الإفريقية، وقد اشتهر دي جي تيدي جام وإسهاماته الغزيرة في هذا المشهد، حيث قدم تعاونات وإصدارات دفعت المشهد إلى أقصاه مع إصدارات مثل "يا سلام" و"فديته" والتي تعاون فيها مع أصوات نسائية.
ريكسوس و مو رزيقي - أم قرون
تابع ريكسوس أسلوبه التجريبي مع مو رزيقي في تراك "أم قرون"، وقد ذهب بعيدًا بأسلوبه الإنتاجي حيث أضاف خط من العيّنات السايكادلية في الخلفية ناسبت الإيقاع الأساسي.حملت الكلمات تعابير من عمق الثقافة "عشان أم قرون بركب الحديد بوكسي"، بينما ركزت لقطات الكليب مع المخرج مو رزيقي على الكوريغرافي التي دمجت أسلوب الأفروبيت مع الرقصات التقليدية السودانية، وقد ساهم هذا الكليب بتطوير الهوية البصرية للمشهد.
شيخ الطريقة و نون العنكبوتة - جيبوهو لي
شهد مشهد الأفروبيت في السودان دخول عدد من الأصوات النسائية القادمة من مشاهد أخرى، وقد اندمجت خامة أصواتهن مع البيت وأضافت عليه طابع حيوي نابض. تعاونت فنانة الزنق والتراث الشعبي العرقي نون العنكبوتة في تراك "جيبو هو لي" مع الرابر شيخ الطريقة، و دمجوا سوية بين مشهدي التراث والراب. أنتج البيت مشاكل من أبرز المنتجين في المشهد العربي، وقد تناول شيخ الطريقة في باراته من صراعات الحياة اليومية والبحث عن الهوية الثقافية.
عشة الجبل وتيدي جام وسال ودامبي وديناستي - مالو
تعاونت عيشة الجبل مع تيدي جام في "مالو"، افتتحت الأغنية بجملة "سوداننا فوق" قبل أن يدخل الإيقاع الإفريقي الراقص. اندمجت طبقة صوتها المليئة بالعرب الخفيفة مع الجمل اللحنية القصيرة، وقد رافقها دامبي وديناستي بالتدفق على الإيقاع، ما جعل منها توليفة غنيّة بالأصوات الشيّقة. اشتهرت عشة الجبالي في المنطقة بأغاني مثل "دي مالها" و"النيسان باترول حقيقية"، وتعتبر هذه الأغنية إضافة مهمة في المشهد بأكمله خاصة وأنها حققت ملايين المشاهدات.
فودي و مازمارس - تعالي
تابع مازمارس اكتشاف صوته في علم الأفروبيت السوداني مع المنتج والرابر فودي، قدموا سويّة تراك "تعالي" في ٢٠٢٣، وهي السنة التي عرفت قلة بالإنتاجية في المشهد بفعل الحرب على السودان وعواقبها. من الثواني الأولى تعدنا نغمات الجيتار للدخول بجوّ الأغنية العاطفي من إنتاج فودي، وقد اتكأ مازمارس على طبقة صوته الهادئة التي رافقت البيت بطلاقة وحرية. الجدير بالذكر أن فودي يعتبر من أبرز المنتجين في مشهد الهيب هوب السوداني، وقد تعاون مع سولجا في ألبومه الأخير "ديجافو".