في العام ١٩٨١، ظهر شاب لا يملك في رصيده أغنيات أصلية، وإنما بضعة سنوات من غناء كوفرات كلاسيكيات عالمية، ليقف أمام علي الحجار وملك الكاسيت أحمد عدوية، ويؤدي أغنية الجاز كل شيء يشبه لبعض في الوصلة الموسيقية الثلاثية التي ابتدعها الملحنان مودي الإمام وحسين الإمام لفيلم أنياب. حظي طلعت زين على امتداد مسيرته بلحظات ذهبية كثيرة كهذه، مع ذلك بقي المطرب ذو الحضور المميز في منطقة ضبابية، فلم يكن مغمورًا، ولم يبدو في الوقت ذاته أنه يرغب بالعبور إلى المينستريم أو الهجرة إلى صوت البوب.
آمن طلعت زين منذ بدايته بأنه يملك الموهبة ليكون مغنيًا مع أحد الفرق الغنائية المشهورة بالإسكندرية آنذاك، وبالفعل سرعان ما جذبت الحنجرة الذهبية انتباه الفرق الموسيقية التي تنافست على استقدامه، ليلعب مع البلاك كوتس، ويحصل على دور في الفيلم الاستعراضي ألف بوسة وبوسة عام ١٩٧٧. بعد ذلك انتقل إلى لا بتيت شا برفقة هاني شنودة وعزت أبو عوف وعمر خيرت وآخرين. انتقل بعدها إلى القاهرة ليلعب مع فريق ترانزيت باك في ١٩٨٥. في تلك الفترة تجمد وضع الفرق المؤدية للموسيقى الغربية، مقابل صعود أسماء مثل فرقة المصريين ومحمد منير ويحيى خليل وعلي الحجار، ليصبح طلعت زين مؤديًا مهمًا ينحصر نشاطه في مطاعم وفنادق القاهرة الشهيرة، التي كانت لا تزال تحافظ على تنظيم حفلات موسيقية غربية بشكل دوري.
في العام ١٩٩٥ ظهر طلعت زين في إنترو أغنية راجعين لعمرو دياب برفقة حسين الإمام وعزت أبو عوف، لتكتشف الأوساط الإنتاجية قدراته الاستثنائية. غنى بعدها في فيلمي أجدع ناس ومرسيدس، وأصدر ألبوم تعالى في العام الذي يليه، وألبوم تيكي تا في عام ١٩٩٧، وكلاهما من إنتاج شركة صوت الدلتا.
لم تستطع استوديوهات صوت الدلتا انتزاع طلعت زين من روح العروض الحية، سواء في التزامه بلوني الجاز والبلوز، أو بأدائه الصوتي الرخيم المسترسل والمنطلق بحرية لم تكن معهودة بالتسجيل في تلك الفترة. مع ذلك، جدد طلعت بإضافة ألحان الأفرو والسالسا، وصبغة الاسكتشات الشبيهة بأعمال منير مراد في ألبومه الأول، وأدخل ألحان بوب في بعض أغاني الألبوم الثاني، مستوحيًا من تجربة مايكل جاكسون في أغنية Black and white، كما أضاف اللون البدوي بمشاركة الفنانة آسيا.
ترك طلعت زين بصمته في الثقافة الشعبية كذلك، سواء بتعريبه لأغنية ماكارينا وابتكاره لرقصتها الشهيرة، وغنائه برفقة أنغام أوبريت ١٠٠ سنة سينما الشهير من ألحان عمر خيرت. تعرض طلعت زين في سنواته الأخيرة لوعكة صحية حالت بينه وبين الغناء إلى حين وفاته في ٢٠١١، تاركًا خلفه تجربة مختلفة وأصيلة.