بدأوا وبعضهم لا زال يدرس بالثانوية، واستوحوا اسم فرقتهم من لوحة معلقة على بوابة نادي صيفي، ولو كان قد كتب على اللوحة أي اسم آخر، لاختاره صاحب التسمية وأقدم عضو في الفريق طارق قاسم محمد، فقط لأن الخط الذي كتبت به الكلمة أعجبه. لا توجد بينهم عقود، ولا التزام قانوني بحضور أفراد الباند للجولات الغنائية والحفلات، أما علامة رقم واحد التي يشيرون بها فلا ترمز إلى كونهم يرون أنفسهم في المرتبة الأولى بالمعادلة الموسيقية، لكن كي يؤكدون أنهم دائمًا واحد.
مع كل تلك التلقائية والعشوائية التي اتبعوها بإرادتهم، أصبحت فرقة ميامي واحدة من أهم الفرق والتجارب الموسيقية الخليجية، لغزارة إنتاجاتهم المستمرة لعقدين ونصف. منذ ألبومهم الأول "صبوحة" ١٩٩١ وحتى اليوم، سجَّل الفريق أربعة عشر ألبومًا غنائيًا أبرزها "الحمد لله وشفناكم" عام ١٩٩٨ و"ملكش دعوة بيها" عام ٢٠٠٤ و"ميامي للأبد" عام ٢٠٠٨، و"بستانس" عام 2015 وغيرها الكثير.
أمام تلك الغزارة بالإنتاج كان الفريق تجريبيًا فيما يخص الجُنرات التي قدّمها، ففي "صبوحة" عام ١٩٩١، نجد الانتقال بين الموسيقى الشعبية الكويتية، والجاز الإفريقي، والذي ظهر في الآلات الوترية، وطريقة تنظيم الغناء، ووجود بارز للكورس. أما "الحمد لله وشوفناكم" ١٩٩٨ فقد جاءت كلماتها شديدة الفرادة، معتمدة على المقسوم التراثي، والإنشاد. أما عندما أرادوا تغيير جلدهم ودخول الساحة الموسيقية المصرية فتوجهوا إلى الموسيقى الشعبية واختاروا التعاون مع شعبان عبد الرحيم في العام ٢٠٠٤ ضمن ألبوم "ملكش دعوة بيها" من إنتاج روتانا. شكّل هذا أهم تعاون لهم بلون موسيقي مختلف تمامًا عمّا اعتادوا تقديمه، ليخلقوا مزيجًا يميل إلى البيت الخاص بشعبولا والذي ينتهي بـ "إيييييه"، بل وتتبنى لغة الأغنية أسلوبًا جديدًا عليهم في مساحة المبارزة بينهم وبينه في المقاطع. لم يتوقف التجريب عند ملكش دعوة بيها، ففي أغنية "والله دنيا"، يستعين الفريق باللحن الهندي البوليوودي التقليدي على أغنيتهم.
الشيء الثابت الوحيد مع كل ذلك التجريب كان صوت البوب الخليجي، حيث استطاع الفريق طوال السنوات المختلفة أن يؤسس نفسه كأحد أقطابه، لذلك نجد لهم الكلاسيكيات الغرامية مثل "غرامك شيء عجيب"، بالشكل التقليدي للأغنية الرومانسية، و"يا عمري أنا" التي تتخذ مقسوم شعبي ممزوج بالبوب، أو "الليلة" التي تمزج بين الكيبورد والعود بشكل أساسي، ولا ننسى "حلالي" من البوم ميامي للأبد في ٢٠٠٨.
لم يجرب الباند في الأغاني فقط بل في المحتوى البصري لكليباتهم، بدءًا من أول ظهور لهم في "صبوحة"، والذي مثَّل حركة شبابية كويتية جذابة، بقمصان بيضاء وسوداء ونظارات شمسية، مع حركة خالد الاستعراضية المميزة على الكيبورد. انتقلوا بعدها إلى العديد من العوالم، كعالم خيالي للغناء للأطفال في "الحمدلله وشفناكم" بأمر من ملك هذا العالم للغناء في عيد ميلاد ابنته، والذي شمل اسكتشات منها سكتش ساخر لمذيع قناة الجزيرة فيصل القاسم بديباجته الشهيرة في بدايات برامجه. ووصل بهم الأمر إلى التنقل في الأحياء الشعبية المصرية لمنافسة شعبان عبد الرحيم على الفتاة المعجب بيها، بل ومبارزته في مباراة ملاكمة في حارة ضيقة، وحتى ارتداء الملابس الهندية مع مونتاج متوازي لتلفاز يعرض فيلم هندي رومانسي كليشيه. كل تلك السمات جعلت ميامي هي الفرقة الكوول المجددة في وقتها، وارتبطت أغنياتها في ذهن المستمعين بجيل الطيبين.