ربما كانت اللحظة التي صمت فيها الجميع في ماديسون سكوير جاردن في حفلة إطلاق ألبوم "The Life of Pablo"، واستمعوا إلى إنترو تراك "Father Stretch My Hands Pt.1" مع صوت فيوتشر وهو يقول "If Young Metro don't trust you imma gonna shoot you"، هو الانطباع الأول للمنتج الموسيقي الصاعد وقتها مترو بومين من مشاركته مع كانييه ويست، وهي لحظة مفصلية في مسيرته الإنتاجية.
بعد ما يقارب السبع سنوات من هذه اللحظة، جمع رصيده الموسيقي العديد من الأسماء مثل 21 سافدج وميجوز وفيوتشر وغيرهم. كما ظهرت بصمته في مسيرة عدد من النجوم مثل ذا ويكند وبوست مالون. استطاعت إسهاماته ومشاريعه الموسيقية أن تتصدر قوائم بيلبورد وقوائم الإستماع بالمنصات الموسيقية المختلفة.
ما جعل الأمر أكثر دهشة هي الصورة الدعائية والتجارية القوية التي استطاع تأسيسها وبنائها في عالم الإنتاج الموسيقي وحده، فهو ليس بمغني ولا توجد له أي نشاطات تجارية أو علامات، ولا تواجد إعلامي واسع من اللقاءات الصحفية. ربما تكون أكثر خطوة دعائية تجارية قام بها مترو هي صنع البومات تحمل اسمه كلاعب رئيسي بها مثل "Heroes And Villains"، أو مشاريعه الأخيرة مع فيوتشر "We Don't Trust You" و lWe Still Don't Trust You".
هنالك أماكن محدودة يمكن أن تجد بها مترو، وهي الإستوديو أو وراء عِدَّة الدي جي بالحفلات، وخلال حفلتيه بمنطقة الأهرامات الجيزة بكونداليني الشهر الماضي أبريل/نيسان، التقطناه لنجري معه حديث سريع حول جذور علاقته بالموسيقى، شغفه تجاه موسيقى الهيب هوب بالتحديد وكيف يرى عملية الإنتاج الموسيقي. كما سألناه ماذا تعني له موسيقى الهيب هوب كمنتج ولماذا تعاون مع فيوتشر في المشاريع الأخيرة، وأخيرًا ما كان شعوره بجولته بمنطقة الشرق الأوسط والتي شملت أبوظبي والجيزة.
في لقائه الحصري لمترو مع بيلبورد عربية بعد حفله في مصر، تحدّث عن بداياته في صناعة الموسيقى، قائلًا:
-مترو: "أول ألبوم صريح لي كان لنيللي "Country Grammar"، قبلها سمحت لي أمي فقط بإسطوانات لمغنيين مثل ليتل باو أو ليتل روميو، لأنهما لم يستخدما الشتائم وما إلى ذلك. عندما كنت بمرحلة الروضة وبالنظر إلى الماضي كان الوقت مبكرًا للحصول على اسطوانات صريحة الكلمات، اتذكر الأمر جيدًا، كنت اشغل مشغل الاسطوانات طوال الوقت وكل يوم، وذلك شجعني حتى أنني في تلك المرحلة عرفت أنني أريد العمل بالموسيقى بالجانب الإنتاجي. أردت أن أغني الراب، ولكن رؤية نيللي وميرفي لي وعلي وكيوان، وكل هؤلاء الرجال؛ فريق سانت لوناتيكس بأكمله يحققون هذا النجاح. ونحن في المدينة نفسها، إنهم في آخر الشارع، لذا رؤية ذلك كان ملهمًا، جعلني أعرف أن الأمر ممكنًا دون أن أبذل مجهود".
شرح مترو خلال اللقاء الحافز خلف صدور ألبوميه الأخيرين، وأشار:
-مترو: "أخذت الأمر بشكل شخصي في السنتين الماضيتين، حين رأيت جهات مختلفة وأشخاص ينتقدون الهيب هوب جميعًا. قالوا أن الهيب هوب يحتضر وما إلى ذلك، مرّ وقت طويل دون أن يكون الهيب هوب على القمة. يحاولون فرض رواية أن الهيب هوب يحتضر، في نفس الوقت يحاولون بيع فكرة الإحتفال بخمسين عامًا من الهيب هوب. لذا شعرت بأنهم يحاولون التخلص من ثقافتنا والجُنرا الخاصة بنا، وأنا إبن هذه المدرسة، آخذ الأمر على محمل شخصي".
أما عن سؤاله حول تفاعله مع الشعب المصري خلال زيارته الأخيرة فعلّق:
-مترو: "أشخاص رائعون، أحب مبدأ الإحترام لديهم، الإحترام والكرم، والأسرة والرب، وغيرها من الأمور القريبة بعضها وهي على أعلى قائمة أولوياتي. هنالك الكثير من الطعام الرائع؛ يجيدون تتبيل الطعام، هذا يروقني، أنا أحاول أن أجرب كل شيء، لذا أحب الأمر".