قدم مشهد المهرجانات على مرّ السنين عددًا من الأسماء المهمة التي ساهمت بانتشاره محليًا وفي المنطقة العربية. عُرفت هذه الجنرا بتطورها السريع مع فنانين جدد استلهموا أكثر من الموسيقى الشعبية لمناطقهم، وأضافوا عليها لمستهم الخاصة مثل ثنائي المهرجانات الصواريخ. اشتهر هذا الثنائي بتقديم الأفراح الشعبية بمنطقتهم المرج، وحصدا دعم الجمهور المحلي قبل أن ينتشر الاسم في باقي المناطق. بدآ بالتجريب الموسيقي من سنة ٢٠١٤ وحتى عام ٢٠١٧، عندما أطلقا أول مهرجان لهما "شفت نملة" وتبعه مهرجان "أصل الصورة" الذي فاز بمسابقة ملوك المهرجان.
أما الانطلاقة القوية، فحدثت سنة ٢٠١٧ مع مهرجان "لاء لاء" الذي حقق شهرة كبيرة في مصر والمنطقة، وقد تحدث الصواريخ عن تفاصيل صناعته في مقابلتهم الخاصة مع بيلبورد عربية قائلين: "لاء لاء هي بداية إن نحن نحط رجلينا في عالم الموسيقى باتجاه آخر، وده بدأ يرسم لنا خطوط عريضة وفتح الطريق لناس كثير كمان، احنا هنعمل إيه وممكن نخاطب الناس إزاي وينفع نخاطب الناس برا مصر". شكّل هذا المهرجان نقلة نوعية في عالم المهرجانات كما فتح باب التجريب بالمقسوم حسب قولهم: "ساعتها اكتشفنا إن المقسوم بتاعنا حاجة كبيرة واحنا ماكناش فاهمين ده، يعني عرفنا فجأة أن ده ممكن يبقى انترناشونال العالم كله ينفع يسمعه"، وتحدث فانكي عن اختلاف طريقة الإنتاج الموسيقي: "قلنا احنا هنحط دف وطبلة وصاجات، الحاجات بتاعة مصر دي الشعبي الشعبي، مش المهرجان مش الشعبي الروش، ده انت في الحتة الشعبي البلدي".
بعد هذا النجاح، استطاع الصواريخ أن يقدموا صوتهم الخاص والمختلف عن باقي المشهد، وقد حققت مهرجانات مثل "اللي بيشتكي مننا" و"قلبك بحر مالح" المزيد من النجاح. على الرغم من العقبات التي تعرض لها مشهد المهرجانات مثل قرار نقابة الموسيقيين بمنعهم من الأداء في الحفلات، إلا أن مسيرة الصواريخ استمرت وسطرت تعاونات قويّة حققت ملايين الاستماعات مثل مهرجان"إخواتي" مع الزوكش وشحتة كاريكا ومهرجان "مين بس كان يصدق" مع الدابل زوكش. كما أطلق الثنائي ألبوم "قول يا رايق" المكون من مهرجانات "سلامتك يا دماغي" و"مش هتيجي" و"الشيطان".
أطلق الصواريخ مشروعهما الجديد "المرج" في ٩ أبريل/ نيسان ٢٠٢٤، وقررا عبره التعبير عن منطقتهم خاصةً وأنها شكلت مصدر إلهام أساسي لأسلوبهم، وقد تحدّثا عن علاقتهما بها خلال المقابلة: "صوت الشبابيك، صوت الأهل والعيال اللي بتلعب كورة، والزعيق. المنطقة المكان زحمة جدًا جدًا وعشوائية جدًا".
أصدرا ضمن هذا المشروع مهرجان "وي وا" مع الدابل زوكش و"كله كوم" مع أبو عبير و"الناس بتبص" و"عندي صاحب" و"بالحب"، وأعادا خلاله اكتشاف أنفسهم من البدايات. كما من المنتظر أن يسلطا الضوء في الإصدارات القادمة على تعاونات جديدة مع أصوات صاعدة من المشهد مثل إينو، وقد عبرا عن هذه التجربة خلال المقابلة: "بنحاول نوصل للناس إن فعلًا في مناطق كتير زي المرج نقدر نطلع فيها بكذا موهبة". هذا ويُعنى المشروع باستعادة لون المرج الأساسي بكل إلهاماته البصرية والموسيقية، لكن بنضج يليق بتطور مسيرتهما بعد ست سنوات من انطلاقها.
أثبت الصواريخ جدارتهما في مشهد المهرجانات، وشكلت مسيرتهما نقلة نوعيّة في هذا المشهد، وقد ساهم مشروعهما الجديد بترسيخ صوت المرج في مصر والمنطقة العربية خاصةً وقد تعدّت أرقام مشاهداتهما على يوتيوب السبعمئة مليون مشاهدة، بالإضافة إلى ثلاثة وستين مليون مرة استماع على أنغامي.