عرفت مسيرة بدر الشعيبي الغنائية الكثير من التجريب والتجديد، فقد تنوعت الأنماط الموسيقية في أعماله وتعددت اللهجات، وبالإضافة إلى اعتباره من أبرز الأسماء المجددة في الأغنية الخليجية، فقد تنوعت إصداراته بين الرومانسي الكلاسيكي والإيقاع العراقي وصولًا إلى البوب المصري المعاصر. حرص بدر على تقديم خط فني واضح مع استمرارية بالإنتاج الموسيقي، ورغم انشغاله بالأعمال التمثيلية في المسرح والمسلسلات، إلا إنه شارك دائمًا بالكتابة والعمل على أغانيه التي حملت قدرًا عالي من الجودة والتميّز.
غالبًا ما غرد بدر عكس السرب، وفي الوقت الذي اتجه فيه السوق إلى الإصدارات المنفردة، أصدر العام الماضي ألبوم النسخة الجديدة الذي ضم خمسة عشر إصدارًا، وكان لأغاني البوب المصري حضورًا بارزًا من أغنية قصة حبنا التي لحنها بنفسه إلى أعلى نسبة مشاهدة وهو احنا غرب من ألحان عزيز الشافعي. عاد أيضًا هذا العام في أولى إصداراته المنفردة بعد الألبوم إلى الساحة المصرية، وتعامل مع أسماء مختلفة في أغنيته الجديدة في بالي.
افتتح بدر إنترو الأغنية بطبقة منخفضة من صوته ذات بعد عاطفي، ورافقته موسيقى هادئة بعيّنات ثابتة على الإيقاع البطيء وصوت الجيتار من رامي حسام، وقد لعبت ألحان مصطفى العسال دورًا حاسمًا في تشكيل المزاج العام الرومانسي الحالم للأغنية منذ البداية. أعادتنا اللازمة إلى أسلوب بوب الألفينات بروح عصرية، حيث حمل توزيع إلهامي دهيمة وأحمد حسام عيّنات رومانسية، واهتمّا بإضفاء تأثيرات وأصوات نوستالجيّة.
مع تصاعد الموسيقى استمرت الكلمات في الغوص بتعقيدات الحب والانفصال "مجاش في خيالي أن في يوم نعيش أغراب/ ومين في الدنيا عن روحه بعد أو ساب". كتب الكلمات عمرو تيام المعروف بأسلوبه السردي والمؤثر عبر نقل صورة حيّة عن الحب والشوق، وتوظيف الاستعارات والعبارات الغنيّة. مع تقدم الأغنية أعطى بدر لكل بيت الإحساس المطلوب من المشاعر الخام، وتميز أسلوبه الصوتي بالتعبير عن كل كلمة وربطها باللحن، وقد تنقَّل من الشوق إلى الانتظار والخوف من الفقدان.
عزّز المخرج شملان النصار السرد العاطفي لأغنية في بالي، وقد حمل الفيديو كليب خطين زمنين، الأول الماضي المليئ بالحب والفرح عبر مشاهد صوّرت علاقة عاطفية سعيدة، وانتقل إلى الحاضر بمشاهد صوّرت بدر وحيدًا بعد الغياب والشوق، وقد أدى بدر المشاهد باحترافية مستندًا على تجربته وخبرته بالتمثيل.