استقبل الجمهور بحفاوة صدور ألبوم عبدالمجيد عبدالله عالم موازي، الذي عاد فيه إلى الفن بعد غياب استمر عدة أعوام بسبب مشكلة في الأُذن الوسطى. كما حظيت أغنية يا ابن الأوادم التي تضمنها الألبوم بمكانة خاصة لدى المستمعين فحققت أرقام استماع مميزة منذ صدورها وحتى اليوم، إذ ما زالت حاضرة على قائمة بيلبورد عربية هوت 100، رغم مرور أكثر من عامين على صدورها.
كتب أغنية يا ابن الأوادم فهد المساعد ولحّنها ملهم ووزعها عصام الشرائطي، وفيها يُعبّر عبدالمجيد عبدالله عن مُعاناته في علاقة عاطفية مُتأزمة، يجد فيها نفسه عاجزًا عن تجاوزها. يقوده جسده بحركة ميكانيكية اعتادها إلى الحبيب رغم إدراكه للنتيجة وتوقّعه للرد، ولكنه يُكرر الخطأ في كل مرة ويعيد التجربة ذاتها: "في عز ما كنت أهوجس فيك وأفتحلك/ أبواب قلبي خذتنـي رجلـي لبابك/ جيتك وأنا ما أذكر إني كنت رايحلك/ بس أذكر إني كـذا لاطـول غيابك/ ياما ترددت مدري كيـف بشرحلك/ أجيك وأرجع أبيك تقول: وش جابك".
بصوته الذي يمزج بين مشاعر اللوم والترجي، يستحوذ عبدالمجيد عبدالله على تعاطف المستمعين، ويعكس أقصى مدى لشعرية الموقف، الذي يفقد بعضًا من حساسيته مع اللازمة: "يا ابن الأوادم ترى مليـت ألمحلك/ أنـا أعزك وأحبك وأعشـق ترابك". وإن كان لا يغنّي هذه اللازمة فجة الصراحة بنفسه، بل يرمي بمهمة نُطق الاعترافات العاطفية الصريحة المُصاحبة لصيغة نداء خالية على عاتق الكورس، وكأنها صوت أفكاره الداخلية التي لا يود مشاركتها.
تكتمل جماليات الأغنية باللحن المتهدج الذي تكثر فيه الوقفات ضمن الجملة الواحدة، وبتوزيع عصام الشرائطي الذي يستخدم الكمنجات لملء الفراغات والتعقيب على الكلام، وبالفواصل التي يتداخل فيها صوت الجيتارات الكهربائية مع الإيقاعات الخليجية التقليدية.