بعد غياب دام لأكثر من سنتين ونصف، عاد طلال سلامة بألبوم قصير جديد من إنتاج روتانا، حمل اسم العمر مرة، ويتكوّن من أربع أغانٍ: العمر مرة ومحتار قلبي وبدعي ربي وديو يوم ميلادي الذي جمعه بالمطربة جنات للمرة الأولى. وبالرغم من العدد المحدود للأغاني، إلا أن طلال سلامة حاول أن يجعله غنيًا ومتنوعًا قدر الإمكان، فلكل أغنية شاعرها وملحنها وموزّعها. أما طلال نفسه، فاقتصر حضوره كملحّن على أغنية يوم ميلادي، بعد أن كان قد لحّن أكثر من نصف أغاني ألبومه السابق، طلال سلامة ٢٠٢١. كما اقتصر حضور الشاعر نهار على كتابة كلمات الأغنية ذاتها، علمًا بأنه كان قد تعاون معه في كثير من الأعمال في السنوات الأخيرة.
يظهر طلال سلامة على غلاف الألبوم مُرتديًا عباءة رمادية تقليدية، تعكس الأبعاد الثقافية والحضارية لمنطقة الخليج العربي، وتتوافق مع الموسيقى الخليجية التقليدية الطاغية على الألبوم. أما في ديو عيد ميلادي مع جنات، فنراه في قميص أسود بسيط، يُلائم البيت الإلكتروني الراقص الذي نفّذه الموزّع الموسيقي وسام على ألحان طلال سلامة نفسه، الذي كان ميّالًا على الدوام إلى الأسلوب الكلاسيكي المُحافظ، خرج عن المألوف في ألحانه هذه المرة.
بإصدار ألبوم العمر مرة لطلال سلامة، تكون روتانا قد أطلقت ثاني ألبوماتها لهذا الشتاء بعد الخزامى لناتاشا، وكلاهما يُصنّف كألبوم قصير. أما الألبومات الطويلة التي تنتجها الشركة فقد عمدت مؤخرًا إلى إصدارها في أقسام، وفي توقيت مختلف لكل جزء، مما يتركنا أمام تساؤلات عن التغير في استراتيجيات وأساليب إطلاق الألبومات مؤخرًا، وعلاقتها بالصناعة الموسيقية وبالجمهور.