بين صوتين كبيرين، تعبر شيماء هلالي الجسر. من إرث طلال مداح، إلى رؤية الموسيقار طلال، تحاول أن تجد مكانًا بصوتها في قلب الأغنية الخليجية.
اختار الموسيقار د. طلال الفنانة التونسية شيماء هلالي لتقديم نسخة جديدة من الأغنية الخليجية الأيقونية، "كل الحكاية"، التي كانت قد قدمها الفنان الراحل طلال مداح بصوته ومن ألحانه في العام 1991. الأغنية تأتي ضمن مشروع ألبوم شيماء هلالي الجديد، الذي يتم طرح أغانيه تباعًا، وهو من إنتاج شركة روتانا، ويضم خمسة أغاني تحمل توقيع د. طلال في الألحان.
شيماء هلالي بين طلال وطلال
وكانت شيماء هلالي قد افتتحت ألبومها بإصدار أغنية "إنت حبك"، قبل أن تطلق "كل الحكاية"؛ التي تعتبر الاستثناء بين أغاني في الألبوم. فرغم أنها جاءت برؤية فنية للموسيقار د. طلال وبتكوينه، لكنها الوحيدة بين أغاني الألبوم ليست من ألحانه؛ حيث تم الحفاظ على اللحن الأصلي الذي وضعه طلال مداح.
وتم التعاون مع الموزع الموسيقي، زياد عادل، لتقديم الأغنية بصيغة أكثر عصرية. التوزيع يبدأ أوركسترالي غربي، قبل أن يعود تدريجيًا إلى الإيقاعات والنغمات الشرقية، ما يمنح الأغنية نكهة خاصة.
الجدير بالذكر أن الجمهور كان قد تعرف على صوت شيماء هلالي، من خلال مشاركتها في برنامج المواهب ستار أكاديمي قبل حوالي 15 عامًا. أطلقت من بعدها عدة أغاني متباعدة عبر السنوات بلهجات مختلفة، لكن يبدو مع هذا الألبوم أنها تعود بمشروع أكثر جدية يختص باللهجة الخليجية.
حكم أولي
"كل الحكاية" ليست مجرد كوفر أو إعادة تقديم لأغنية شهيرة، بل هي نافذة جديدة تطل منها شيماء هلالي على جمهور الأغنية الخليجية. وقد تكون هذه الأغنية نقطة تحول حقيقية في مسيرتها الفنية، فرغم التحدي الكبير الذي قد يضعها في مقارنة مع صوت عملاق مثل طلال مداح، لكنها تستعرض بتمكن موهبتها وقوة صوتها، وتظهر مرونة في تجديد التراث بأداء عصري.
وبين التوزيع الموسيقي المميز والأداء الصادق، تبدو شيماء أكثر قربًا اليوم إلى الجمهور الخليجي، مما قد يشكل خطوة مهمة نحو تثبيت مكانتها في الساحة الفنية. فهل تسير شيماء على خطى ابنة بلدها أميمة طالب، التي أصبحت ظاهرة في الأغنية الخليجية خلال سنوات قصيرة؟ وهل نراهما تتنافسان على قائمة بيلبورد عربية أعلى 50 خليجي قريبًا؟