طرح عاصي الحلاني أغنيته المنفردة الجديدة "قلبي شاطر"، من كلمات نعمان الترس، ألحان خليل أبو عبيد، وتوزيع موسيقي وماسترينغ ريمي مراد.
موجة النوستالجيا تعيد عاصي الحلاني إلى الواجهة
ورغم أن "قلبي شاطر" ليست الإصدار المنفرد الأول لعاصي الحلاني هذا العام، إذ سبقها أغاني منفردة مثل "عالي جبينك" و"أشتكي لله" و"الحق علينا"، إلا أن هذه الأعمال لم تسهم فعليًا في إعادته إلى صدارة مشهد البوب الشامي. فعودة الحلاني اللافتة مؤخرًا إلى الواجهة لم تأتِ من جديده، بل من إعادة الجمهور اكتشاف بعض أعماله القديمة، وعلى رأسها "بحبك وبغارر" التي دخلت قوائم بيلبورد عربية.
ومنذ عودته إلى صدارة المشهد، يواصل عاصي الحلاني إطلاق أعمال جديدة تتنوع في الجنرات والأفكار الموسيقية، في محاولة لركوب موجة النوستالجيا التي أعادت أغانيه القديمة إلى الواجهة وتسليط الضوء على مشاريعه الحالية. تأتي أغنيته الجديدة بقالب رومانسي باللهجة اللبنانية، في سياق يوازي "بحبك وبغار"، لكن بإيقاع أكثر هدوءًا وأقل صخبًا.
حكم أولي: بين نقاط القوة والضعف
قد تكون "قلبي شاطر" أكثر أغاني عاصي الحلاني الأخيرة ميلًا إلى الرومانسية، إذ يؤديها بصوت يفيض عذوبة وشاعرية. ومع ذلك، لا تخلو الأغنية من بعض الملاحظات. يفتقر اللحن رغم سلاسته إلى عنصر المفاجأة، ويبدو مألوفًا في تركيبته. أما التوزيع الموسيقي، فعلى الرغم من تناغمه مع المزاج العام للأغنية، إلا أنه لا يحمل بصمة مميزة كفيلة بجعله عالقًا في الذاكرة.
رغم أن كلمات الأغنية تعبّر بوضوح عن حالة عاطفية، ويتمكن عاصي الحلاني من نقلها بإتقان، إلا أن بعض الجمل وقعت في فخ الركاكة اللغوية، مثل: "ولو يوقف بوجّك حالي / أنا بوقف ضدّو". فالفكرة الأساسية عن الدعم المطلق للآخر، حتى على حساب الذات واضحة، لكنها صيغت بشكل لغوي غير متقن، إذ تختلط فيها الضمائر مما يضعف التعبير. مع ذلك، تتحسن الكلمات بشكل ملحوظ في اللازمة، حيث تختزل فكرة التفاخر بالقدرات الخاصة على الإيقاع بالحب بكلمتين موجزتين: "قلبي شاطر".
مع ذلك، يبقى صوت عاصي الحلاني وإحساسه الدافئ النقطة الأقوى التي ترتكز عليها الأغنية، حيث نجح بأدائه في تخفيف تأثير السلبيات، وإبراز الجوانب الإيجابية التي تضيف إلى أرشيفه الغني من الأغاني الرومانسية.