هناك أربع جوانب مختلفة من شخصية دونالد غلوفر الفنيّة، من الممثل إلى الستاند أب كوميديان والكاتب بالإضافة إلى مسيرته الغنائية التي يجمع فيها كل ما سبق في بيرسونا تشايلدش غامبينو. اقتحم بهذه البيرسونا عالم صناعة الموسيقى الأمريكية ومشهد الهيب هوب وترك بصمته بإنتاج ست ألبومات هي: "Camp" في عام 2011، "Because of the Internet" في عام 2013، "Awaken, My Love" في عام 2016، "STN MTN / Kauai" في عام 2014، "Atavista" في عام 2024، و"3.15.20" سنة 2020. جاء آخرها ألبوم "Bando Stone and the New World"، والذي أعلن قبل إصداره بأيام عن اعتزاله الموسيقى واعتبر أن هذه المسيرة كافية بالنسبة إليه.
طبع تشايلدش جامبينو بصمته القوية في عالم الفيديو كليب، حيث قدم طوال مسيرته إنتاجًا بصريًا قادرًا على مناقشة العديد من القضايا السياسية والإجتماعية والنفسية. تعاون مع المخرج هيرو موراي، الذي يحمل هذا الشغف نحو نفس المواضيع، وإلى جانب شراكته مع تشايلدش فقد عمل كمنتج تنفيذي ومخرج حلقات من مسلسلات مثل The Bear وBarry وSnowfall، وهي أعمال تحمل نفس الأبعاد التي تتمحور حولها أفكار غامبينو، كما شارك معه كمنتج منفذ في مسلسل Atlanta.
نستعرض خلال هذه القائمة أربع كليبات بارزة تذكرنا ماذا سيفقد عالم صناعة الموسيقى الأمريكية مع نهاية هذه الشراكة باعتزال غامبينو.
This is America
حاز كليب "This is America" عام 2017 على جائزة الغرامي لأفضل أغنية، بالإضافة إلى جائزة أفضل أغنية راب وأفضل أداء في هذا العام. كشف دونالد غلوفر في حوار لاحق له، أن هذا التراك هو بالأساس فكرة دِس موجه لدريك.
يستعرض جامبينو في هذا الكليب كيف يستهلك المجتمع الأمريكي الثقافة الأفريقية- الأمريكية دون النظر إلى التمييز وجرائم العنف التي يعاني منها وكان تصميم كل حركة وتفصيل في الكليب، كإحالة رمزية إلى سوء توظيف ثقافته وتاريخها. حملت المشاهد إشارات صادمة مثل وجود مسدسات تستخدم في القتل بشكل عشوائي، مع حركة كاميرا ثابتة وكأنها ترسم لوحة للمقتولين. كما كان هناك دمج واضح للبراءة مع الوحشية، حيث يرقص الأطفال في الكليب معه بينما يجري الناس في هلع وتشتعل السيارات. وجاءت خصوصية الكليب من كونه صدر فيما يلي حادثة إطلاق نار في إحدى المدارس الأمريكية ذلك العام.
Sweat Pants
يناقش كليب "Sweat Pants" مبدأ الشلة أو الدوائر الصغيرة المقربة القائمة على اهتمامات مشتركة، وأيديولوجيات وآراء شبه موحدة. يعتمد الكليب على حركة الكاميرا بأسلوب دائري، مع كل دورة كاملة تزداد النسخ المتطابقة من تشايلدش. يركز هذا الكليب على فكرة المكان الذي يشبه مطعم أو كافيه، ويقارب بين فكرة الخوارزميات في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تنتقي للمستهلك أو صاحب الحساب ما يشبه تفضيلاته ومشاهداته وتدويناته. وينتهي الفيديو كليب بمشهد من غابات واسعة المدى، يرقص فيها من حوله من أشخاص قليلين، مع أوترو من موسيقى الجاز.
3005
يعد تشايلدش جامبينو إلى جانب كلًا من ييه أو كانييه ويست سابقًا وتايلور ذا كريتور، من الأسماء المعروفة بالأسلوب الارتجالي في كتابة الأغاني، حتى أن بعضها يظهر بشكل عشوائي وكأنه سلسلة متتابعة متشابكة من الأفكار التي لا تربطها ظاهريًا. يدور فيديو كليب "3005" يدور حول تشايلدش برفقة دمية الدب بعربة وهو يؤدي فيرسات التراك، متنقلًا من علاقته العاطفية الحميمة إلى حالته النفسية والمزاجية وخوفه من المستقبل، حتى أمنيته بأن يكون بجانب الفتاة التي تعجبه حتى عام 3005. تركز الكاميرا على تعبيرات وجهه الباهتة مع سقوط الظل على وجهه، وكأنها حياته الروتينية المليئة بالهدوء الآتي من ارهاق نفسي وذهني واضح نتيجة الدوران في عجلة اللا شيء.
Little Foot Big Foot
يركز كليب "Little Foot Big Foot" على فكرة الـ "Pub"، وهو المكان الذي يحتضن للعمال والموظفين من الطبقات الفقيرة والمتوسطة، حيث يقضون نهاية اليوم بعد العمل في لعب الورق وسماع موسيقى الجاز والبلوز. يحاول غامبينو مع فرقته في المشاهد الترفيه عن الجمهور في واحد من هذه الأماكن خلال فترة الخمسينيات أو الستينيات، مع استعمال عبارات من الغزل الصريح والعنيف مع رقصات مرفقة بابتسامات مصطنعة منه ومن فرقته. يبدأ الجمهور بالتفاعل مع العرض عندما يتجنب غامبينو رصاصة مسدس قريب ويرد بقدرته السحرية الطلقة لتودي بحياة العامل المهاجم له، فيضحك الموجودون بالمكان ويبدأون بإطلاق إشارات وصافرات الإستمتاع، في دلالة على ترسيخ العنف في الثقافة الأفريقية الأمريكية.