يحقق تيدي سويمز إنجازًا تاريخيًا هذا الأسبوع على قائمة "Hot 100" الشهيرة، حيث تواصل أغنيته "Lose Control"، وهي أغنية بوب-روك مؤثرة، أسبوعها الـ92 على القائمة، محطّمةً الرقم القياسي الذي كانت تتشاركه مع أغنية Glass Animals "Heat Waves"، لتصبح رسميًا صاحبة أطول فترة تواجد في تاريخ القائمة الممتد لـ67 عامًا تقريبًا.
ومنذ دخولها القائمة في أغسطس 2023، تصدرت "Lose Control" المرتبة الأولى لأسبوع واحد فقط في مارس 2024، لكنها لا تزال ضمن المراكز العشرين الأولى بعد أكثر من عام (حاليًا في المركز 11)، بعد أن أمضت رقمًا قياسيًا بـ 63 أسبوعًا ضمن المراكز العشرة الأولى.
يقول أليكس تير، نائب رئيس برمجة الموسيقى في SiriusXM + Pandora: "نسبة الملل من الأغنية كانت ضئيلة للغاية. نحن نُصغي لما يريده المستمعون، فهم يخبروننا بما يرغبون في سماعه وعدد مرات سماعه... و’Lose Control‘ لهذه الأغنية جماهيرية لا يمكن إنكارها."
ولم تكن أغنية سويمز وحدها التي بقيت لفترات طويلة ضمن المراتب العليا. فقبل أن يزيح الألبوم الجديد لمورغان والِن "I’m the Problem" عددًا كبيرًا من الأغاني هذا الأسبوع بفضل 29 دخولًا جديدًا، كان النصف العلوي من القائمة مليئًا بأغانٍ مضى على وجودها شهور، بل وسنوات في بعض الحالات.
بعض هذه الأغاني مثل "A Bar Song (Tipsy)" لـShaboozey، و"Die With a Smile" لليدي غاغا وبرونو مارس، و"I Had Some Help" لـبوست مالون ووالِن، بقيت بعد أن تصدرت المركز الأول لعدة أسابيع. بينما أخرى، مثل "Beautiful Things" لـBenson Boone، و"Sailor Song" لـGigi Perez، و"Espresso" لـSabrina Carpenter، لم تصل للمركز الأول مطلقًا لكنها ظلت قريبة منه منذ منتصف عام 2024. أما "Luther"، التعاون بين كندريك لامار وSZA، فقد أمضى 13 أسبوعًا متتاليًا في الصدارة قبل أن تزيحه أغنية "What I Want" لـوالِن وتيت ماكراي هذا الأسبوع، علمًا بأنه ظل 12 أسبوعًا على القائمة قبل أن يبلغ ذروته في فبراير.
لطالما ضمّت قائمة Hot 100 أغانٍ ضاربة، لكن نادرًا ما اجتمعت هذا الكم من الأغاني طويلة العمر في وقت واحد. ففي قائمة 24 مايو، لم يكن هناك أي أغنية ضمن العشرة الأوائل مضى على وجودها أقل من 10 أسابيع. وكان متوسط عدد الأسابيع للأغاني العشرين الأولى هو 30.35 أسبوعًا، بينما في نفس الأسبوع قبل خمس سنوات (30 مايو 2020) كان المتوسط 18.75 أسبوعًا فقط. أما اليوم، فتسع أغانٍ من العشرين الأولى أمضت أكثر من 30 أسبوعًا على القائمة، مقابل أغنية واحدة فقط في نفس الأسبوع عام 2015.
ما الذي يفسر هذا الصمود الاستثنائي للأغاني الضاربة؟ ترى تاليا كراينز، رئيسة التحرير في سبوتفاي، أن جزءًا من الجواب يكمن في أن العام 2024 شهد انفجارًا هائلًا في مشهد موسيقى البوب، ما جعل أثره يمتد حتى 2025. تقول: "لقد كان عامًا مجنونًا على مستوى الإصدارات الجديدة والفنانين الجدد، بعد سنوات من المراكمة والإعداد."
وتشير إلى فنانين مثل تشابل رون، التي اقتربت أغنيتها "Pink Pony Club" من 50 أسبوعًا على القائمة، وتشارلي إكس سي إكس التي دخلت أغنيتها "party 4 u" من 2020 أخيرًا إلى Hot 100، كأمثلة على نجوم شكّلوا المشهد العام الماضي وامتلكوا أرشيفًا غنيًا يحبه المعجبون. "كانوا مشاريع فنية ناضجة تمامًا، وأشعر أن جيلًا جديدًا وجد فنانهم المفضل وأغنيته المفضلة، وراح يغوص في أعمالهم."
ويعزو مايكل مارتن، نائب أول لبرمجة الموسيقى في Audacy، هذه الظاهرة جزئيًا إلى التوقيت ما بعد الجائحة. قبل أن تحقق "Lose Control" رقمها التاريخي، سبقتها في ذلك أغنيتا "Blinding Lights" لـThe Weeknd و"Heat Waves" لـGlass Animals، وكلاهما كانتا رموزًا لموسيقى فترة الحجر.
يقول مارتن: "الجمهور كان بحاجة إلى شيء مريح... أغانٍ يعرفونها ويحبون العودة إليها، مثل مسلسلهم المفضل الذي يعيدون مشاهدته."
لكن كراينز ترى أن الفرق الأكبر بين صناعة الموسيقى قبل خمس سنوات واليوم، هو في كيفية اكتشاف الأغاني الرائجة وترويجها. ففي بدايات تيك توك، كان يتم التعاقد بسرعة مع فنانين مجهولين سرعان ما يحظون بشيء من الانتشار، ويتم بث أغانيهم فورًا عبر الراديو ومنصات البث. أما الآن، فالفنانون مثل سويمز (الذي انضم إلى Warner Records عام 2019 بعد نجاحه في الكوفرات على يوتيوب)، يتم العمل معهم لسنوات قبل أن يتلقى أي عمل لهم ترويجًا كبيرًا.
تقول كراينز: "نشهد الآن أن عملية بناء الفنان تحتاج وقتًا. أغانٍ لم تكن قوية في انطلاقتها أصبحت تنمو تدريجيًا." ومثال ذلك، أغنية "Lose Control" التي بدأت في المركز 99 على Hot 100، ثم استغرقت 32 أسبوعًا لتبلغ القمة. "الناس يأخذون وقتهم في الاستماع، ويستمتعون بالموسيقى دون استعجال."
من جهة أخرى، قلّ الفارق في عصر البث بين الأغاني المنفردة المروّجة، وتلك التي تُطرح ضمن الألبوم دون دعم مباشر، لكنها تحقّق أرقامًا مذهلة. ففي العام الماضي، أطلقت بيلي آيليش ألبومها "Hit Me Hard and Soft" مع التركيز على أغنية "Lunch"، لكن الجمهور انجذب إلى "Birds of a Feather"، ما جذب الراديو ومنصات البث لها، واستمرت الأغنية على Hot 100 لأكثر من عام.
يشير أليكس تير إلى أن أحد أسرار هذا الاستمرار هو التنويع الذكي في الأغاني التي تُطرح بعد النجاح، بحيث تمنع الجمهور من الشعور بالتكرار، دون أن تؤثر على الأغنية الضاربة. "أصبحنا قادرين على بث أغنيتين أو ثلاث لفنان واحد في وقت واحد، كما نفعل مع سابرينا كاربنتر، وبنسون بوون، وتيدي سويمز." وهذا، برأيه، يخفّف من الملل ويطيل عمر الأغنية.
وعلى نحوٍ متناقض، فإن تشتت جمهور الموسيقى بسبب كثرة المنصات قد يكون هو السبب في طول بقاء الأغاني الكبرى. يقول غاي زابليون، المبرمج الإذاعي المخضرم، إن هذا "النقص في الإجماع" يعني أنه عندما تنجح أغنية، فإنها تظل ناجحة لفترة أطول من أي وقت مضى.
"بسبب كثرة المنصات، من الصعب أن تُصبح أي أغنية ناجحة خارج نطاق الأغاني الكبرى جداً، ولهذا، فإن الأغاني التي تصل تصبح أبطأ في الصعود… لكنها تبقى لفترة غير مسبوقة."
والخبر الجيد، أن هذا العصر الجديد لا يقتصر على الأسماء الكبرى. فبينما يواصل فنانون مثل كندريك لامار، سزا، ومورغان والِن تصدّر القوائم، فإن العشرة الأوائل في 2025 تضم أيضًا عددًا من الفنانين الجدد الذين يحققون دخولهم الأول على Hot 100.
يقول مارتن: "تستطيع تقديم أغنية مثل ’Lose Control‘ التي لا يملّ منها الجمهور، وفي الوقت نفسه، تقديم فنانين جدد يسأل عنهم الناس مثل Doechii، Sombr، Alex Warren، Lola Young، وRavyn Lenae. ما في أي جمود."
ظهرت المقالة الأصلية للمرة الأولى لجيسون ليبشوتز على موقع بيلبورد Billboard.com