أصدرت نينتندو نهاية الشهر الماضي الجزء الثاني والعشرين من سلسلتها الأيقونية سوبر ماريو، والتي حملت اسم سوبر ماريو بروس وندر؛ التي تُعتبر أول لعبة ثنائية الأبعاد بالكامل في السلسلة، منذ إصدار نيو سوبر ماريو برذرز يو قبل ١١ عامًا تقريبًا.
تظهر الموسيقى كأكثر العناصر إبهارًا في اللعبة، وقد تم بناؤها بالاستناد إلى الثيمة الكلاسيكية للعبة سوبر ماريو بروس ١٩٨٥، ووظفها مطورو اللعبة بأفضل شكل مُمكن. لكل عالم من عوالم اللعبة الستة ثيمة موسيقية رئيسية، تتغير مع تغير تفاصيلها بحسب المرحلة. ففي الأماكن النهارية زاهية الألوان تكون الموسيقى في ذروة بهجتها، ويتم استخراج عناصر الإثارة والقلق من ذات الثيمة الموسيقية في الأماكن المريبة والقلاع. يتغير إيقاع الموسيقى بحسب الموقف الذي تمر فيه شخصية ماريو أو الشخصيات البديلة. ليس ذلك وحسب، بل إن الموسيقى تتغير وتكتسب ملامح إضافية مع كل تبدّل يطرأ على الشخصيات، التي تحظى بمزايا إضافية من خلال عناصر قوة تُستخرج من العلب السحرية، كالفطر والنجمة والوردة، والعناصر الأكثر جدة أيضًا، كالفيل ونبات الفقاعات؛ فكل تبدّل في هيئة الشخصية أو حركتها وأدواتها، تتفاعل معه الموسيقى على الفور، وتُعبّر عنه بإبداع مثير للدهشة، لتزيد المتعة إلى أقصى الحدود.
لكن الأمر الأكثر إثارة، هو تصميم العديد من مراحل الجزء الجديد من ماريو بالاعتماد على الموسيقى؛ التي تُصبج فجأة عصب الحركة الرئيسي في اللعبة، حيث يتم فرض اللعب وفقًا لإيقاع مُعين لاجتياز المرحلة. علمًا أن النسخ السابقة من لعبة سوبر ماريو كانت تستخدم آليات مُشابهة في بعض مراحل البونس، التي يدخلها ماريو كاستراحة لجمع الليرات الذهبية في أماكن خالية من العوائق. لكن الأمر مختلف كليًا في سوبر ماريو بروس وندر، فحتى في المراحل الأكثر صعوبة تحضر الموسيقى ويكون لها دور بارز، حيث يجب على اللاعب أن يتحرّك وفقًا لإيقاع معين ليتمكن من اجتيازها. في حين أن مراحل البونس الجديدة اتّخذت مسارًا أكثر جاذبية، بجعل الشخصيات الجانبية تُشارك في الموسيقى والغناء. علمًا أن الغناء قد يُستخدم في المراحل الصعبة أيضًا، ولاسيما عندما يتعلق الأمر بشخصية كينغ بو، التي تقود أوبرا الأشباح.
الجدير بالذكر أن كوجي كوندو، الذي يعود إليه الفضل بتأليف الموسيقى الأيقونية للعبة سوبر ماريو، في المرحلة الأولى من سوبر ماريو بروس ١٩٨٥؛ هو المُشرف على عملية تأليف الثيمات الموسيقية وإعدادها في الجزء الجديد، برفقة ثلاثة موسيقيين آخرين هم شيهو فوجي وساياكو دوي وسيزاكي شيمازو.