يعتبر ألبوم طب ليه الصادر عام 2002 علامة فارقة في مسيرة راغب علامة، فقد شكل التنوع والغنى الموسيقي الذي حمله إلهامًا للعديد من المطربين الشباب الذين حذوا حذوه في التجريب ومزج مناطق موسيقية مختلفة شرقية ولاتينية وكلاسيكية مع البوب التقليدي، كما شكل المخزون اللغوي في الألبوم علامة فارقة في التنوعات. ظهرت واضحةً حينها نية راغب في أن يجمع قطعًا من عوالم مختلفة، في تناغم سلس. انطلاقًا من ذلك نجد العديد من التعاونات على مستوى التلحين من أحمد سعد في طب ليه التي افتتحت مسيرته في التلحين، إلى أحمد فرحات ومحمد ضياء الدين وسمير صفير ووليد سعد، وحتى راغب علامة نفسه في أغنية لا تقولي لا، أما في الكلمات فنجد أحمد شتا، وسعود الشربتلي وطوني أبو كرم، من بين أسماء أخرى كثيرة.
ندخل الألبوم من بوابة طب ليه، الأغنية الأروش بالألبوم، والوحيدة التي صدر لها فيديو كليب يعج بالمودلز الذين ظهروا كجزء من الفرقة الموسيقية، بينما تزدحم الكوادر بالآلات والمؤدين ومنهم راغب نفسه على الكيبورد بنظارته الشمسية السوداء. تتداخل الهمسات مع طبل الإيقاع الشرقي والتزامن الخاص بالأورج، والكونتر باص والجيتار الكهربائي، في مزيج من البوب الشعبي والجاز، يضيف عليه التوزيع وجود الكورس النسائي، العنصر الذي نعتاد على وجوده مع تكراره على امتداد الألبوم.
في سيد الغاليين يدمج راغب بين ثلاثة خطوط، الخط الشرقي مع الناي والمزمار، والخط الكلاسيكي مع الفيولا والكمنجات، وخط إيقاع الراي مع الطبول والمزمار والصوت المرافق في مقدمة الأغنية بحضور الأورج: "لو تطلب عمري ما أقولك لا / انت اللي حياتي وعمري فداك/ روحي فيك والله" قبل أن يبرز صوت المقسوم الشرقي. لا تنتهي الاستعارات عند الراي فهو يستعير في على كيفك من الأغنية الشعبية المصرية "ابعد ومسيرك هتجيلي/ انا سايبك على كيفك يا جميل". أما في قربك نار فيتجه إلى المزج بين اللاتيني بإنترو من الجيتار الأسباني والسناير، مع الأجواء الشرقية بتركيز واضح على العود الشرقي، بالتزامن مع تعابير الغزل: "بتيجي في بالي وخيالك … يطير من عنيا النوم/ ولا بخطر على بالك وهستنى يجيلك يوم". تحضر الألحان اللاتينية في ما بقاش بجرعة أخف، مع حضور الكورس النسائي.
يندمج الخط الكلاسيكي أيضًا مع الجاز في يرخص الغالي، مع تركيز واضح على خلق الحالة السيمفونية في الفصلات، بإيقاع أهدأ، حتى في استعمال سترينجات الجيتار الكهربائي، ويستعير من تقفية الكلمات المستعملة في التسعينيات في الكثير من المناطق مثل "أمرك … أسهرلك على طول انت ناديلي، أمرك على عينيا"، بأداء غنائي يقسم الشطور.
يحضر صوت البوب الشامي بإيقاع مقارب للسول في ما تقوليش بعدين، ويستمر تكرار الكلمات مع التلاعب اللغوي فيها "حروف إسمك بتكتبني/ أكون كلمة في أمانيكي" و"بحبك متقوليش بعدين/ أنا ميهمنيش بعدين"، أو في لا تقولي لا باللهجة اللبنانية، والتي يحضر فيها الكورس النسائي كذلك، مستفيدًا من تضاد النغم الصوتي.