منذ أولى لحظات لقائنا بالفنان العراقي علي نجم، وبمجرد وصوله لاستديو التصوير، وجدنا أنفسنا في حديث محتدم حول الموسيقى العراقية، وأصالتها، وارتباطها بالجغرافيا. يتحمس علي فيبدأ بتعداد أنواع الإيقاعات العراقية، وما يود أن يضمّنه ويبروزه في أغانيه القادمة. وكلما طال الحديث، اتضحت الصورة أكثر.. كل ما في هذه الشخصية الفنية عراقي 100% ولا يقبل النقاش.
يجلس علي في منتصف الاستديو بانتظار أن تبدأ الكاميرا بالتسجيل.. فيشغل نفسه بدندنة لحن "سهرت الليل" لجورج وسوف. جمال صوته لا يخفى عن الأذن، التي تلتقط رنينه وعذوبته مباشرةً، وهو الأمر الطبيعي والمسلم به، فقد عرف الجمهور علي للمرة الأولى كمتسابق ضمن برنامج المواهب آراب أيدول قبل سنوات، وعرفه يؤدي المواويل والأغاني العراقية بشجن خاص. لكن سنوات من الدراسة والبحث والمراقبة، سمحت له بالانتقال من كونه مجرد "صاحب صوت شجي" إلى "صاحب رؤية ومشروع خاص". وهذا المشروع كان تقديم موسيقى مستقلة، بنكهة التراث العراقي، بعيدًا عن الصوت التجاري السائد.
"بالوطن العربي وبالعالم ما يعرفون هواية عن الثقافة الموسيقية العراقية، وبالأخص الإيقاعات. التراث العراقي ما واصل صح لأن حاليًا الموسيقى الحديثة هي المسيطرة. فالهدف مالتي إن نوصل الموسيقى العراقية الأصيلة بإيقاعاتها وألحانها إلى كل العالم." يخبرنا علي.
انعكست رؤيته هذه في إصداراته لهذا العام، التي حققت انتشارًا واسعًا بين الجمهور العراقي وجمهور الموسيقى المستقلة في العالم العربي، بل أن بعضًا منها أثار الجدل في الشارع العراقي كما حصل مع أغنية "قريش بابا" التي أعاد عبرها تصور أغنية عراقية تراثية، برؤية حديثة. البعض هاجم التجربة الشابة متعصبًا لتصوره التقليدي عن التراث، لكن ذلك لم يتعارض مع تحول الأغنية لترند وترحيب الكثيرين بأسلوبها، كما يحصل مع كل فنان مجدد في بداية بناء مشروعه الخاص. وحول هذه الأغنية تحديدًا والانتقادات التي تبعتها يشرح لنا علي قائلًا: "الانتقادات في البداية أثرت علي. لأن أنا صانع موسيقى مستقلة. فولا مرة قبل صار عندي أي هجمة مثل ما تعرضتلها بقريش بابا. كنت أصنع موسيقى أنزلها توصل للنخبة.. لجمهوري.. اللي يحبون يسمعون الموسيقى مالتي. فلما صارت الهجمة على قريش بابا علي استغرب. ليش يصير عليه هاد الشي؟ بس بعدين شفت إن لأ.. هاي البداية."
تعرفوا أكثر على علي نجم وتابعوا المقابلة الكاملة معه في الفيديو أعلاه..

