بعد سلسلة من الإصدارات المنفردة، أطلق سيف نبيل ألبومًا جديدًا "SN Collection" يضم 10 أغاني متنوعة باللهجات؛ العراقية والشامية واللبنانية والمصرية، ليقدّم خلال الألبوم مزيجًا متنوعًا من الألوان الموسيقية يعكس سعيه الدائم إلى توسيع تجربته الفنية وتجديد حضوره على الساحة العربية.
من بين أغاني الألبوم، تخطف أغنية "عم جن" الانتباه سريعًا، إذ تبدو مختلفة عن كل ما قدّمه سيف نبيل من قبل، ليس فقط لأنها باللهجة اللبنانية؛ ففي نفس الألبوم توجد أغنية قريبة منها باللهجة الشامية، هي "أم الشامات"، التي من الممكن أن نتتبع جذورها في إصدارات سابقة لسيف نبيل، أما "عم جن" فهي تبتعد تمامًا عن السياق المألوف في تجربة سيف نبيل الموسيقية.
ربما السبب في ذلك الإحساس أن سيف نبيل لحّن بنفسه أغنية "أم الشامات" كما لحّن بنفسه الأغنية المصرية، "آه من الشوق"، ما جعل الأغنيتان تكتسبان شيء من روحه. أما "عم جن" فتعاون بها مع تيام، بالكلمات واللحن والتوزيع الموسيقي، ليقدم تجربة مختلفة كليًا مع الفنان الذي بدأ اسمه يلمع مؤخرًا بعد أن وضع بصمة لافتة بأغنية "شو حلو" التي أصدرها آدم بداية الصيف، والتي أوصلته للمرة الأولى إلى المراتب العشرة الأولى على قائمة بيلبورد عربية هوت 100.
حكم أولي
تبدو "عم جن" وكأنها الاستثناء الأجمل في ألبوم سيف نبيل الأخير. فالأغنية رغم أنها بسيطة ومباشرة بخطابها العاطفي، ولا تخرج من إطار توصيفات العشاق حين تستحوذ عليهم حالة الغرام الطاغي، إلا أن هذه اللغة البسيطة والسلسة تجعل العاطفة أقرب إلى البوح اليومي منها إلى الشعر المصفوف، وتعطيها طابعًا خاصًا، مع صوت سيف نبيل، الذي يبدو مغتربًا في بيئة موسيقية لا تشبهه.
الموسيقى تعزز رقة الكلمات، تبدأ بضربات ناعمة على الجيتار وتتراكم النغمات تدريجيًا لتشكل حالة رومانسية خاصة، بتوزيع موسيقي يكتفي بالحد الأدنى من الزخارف ليمنح صوت سيف نبيل مساحة كافية للتألق.
هنا لا يبدو سيف نبيل كما اعتدنا عليه، لا ينجرف إلى المساحات الصوتية الصاخبة التي تعطي أغانيه الطاقة الهائلة التي تميزها. لكن وللمفارقة، فإن صوت سيف نبيل بالمساحة الجديدة عليه، يتلألأ ويكشف عن خواص جديدة كامنة فيه.