بعد أيام من التشويق، طرح الثلاثي بيسان إسماعيل وأمجد جمعة وفؤاد جنيد، أغنيتهم الجديدة "علاش"، التي تعتبر أول تريو في مسيرة كلُ منهم. الأغنية من كلمات أمجد جمعة، وألحان وتوزيع فؤاد جنيد، وشارك الثنائي في أدائها مع بيسان إسماعيل، المغنية السورية التي شهدت شعبيتها نمواً كبيراً منذ مطلع سنة 2025.
تأتي "علاش" بعد النجاح الكبير الذي حققته "خطية"، التي أوصلت بيسان إسماعيل وفؤاد جنيد إلى صدارة قائمة بيلبورد عربية هوت 100 لعدة أسابيع. علمًا أن أغنية "خطية" كانت أول عمل يجمع الثلاثي فعليًا، فهي من كلمات أمجد جمعة أيضًا. تمت صياغة "علاش" على غرار "خطية"، بنفس التركيبة، في محاولة لتكرار خلطة النجاح.
من الجدير بالملاحظة أيضًا أن عنوان الأغنية "علاش"، هو كلمة مغاربية، تُستخدم في بلاد المغرب العربي ولاسيما الجزائر، وتعني "لماذا؟". على الرغم من ذلك، جاءت كلمات الأغنية باللهجة الشامية، و تخللتها لازمة بلهجة مغاربية، وهو ما منح الأغنية طابعًا عابرًا للهجات، وإن كنا لا نفهم له مبررًا أو غاية، فبدا مقحمًا أو هجينًا.
حكم أولي
شعبية الثلاثي، وتحديداً ببسان اسماعيل، قد تضمن نجاح الأغنية ودخولها قوائم بيلبورد عربية. الكلمات أيضاً ضمت صورًا شعرية فيها شيء من الجاذبية، مثل: "لانعي حالي/ عاللي جرالي/ تعصف فيي رياح الويل/ مخاوي نجوم الليل" أو "رغم اني ابن اليوم/ زعلان عاللي راح".
لكن في "علاش"، بدا خلال الأداء أن الثلاثي يتلو الكلمات تلاوة بدلاً من أن يغنيها. قد يكون ذلك مقصوداً، لكننا نعتقد أن السبب في ذلك هو ضعف اللحن. نسمع هنا جملًا عشوائية منتجة إلكترونيًا بشكل مسطح ودون أي بنية نغمية، عكس ما شاهدناه في "خطية" التي اعتمد نجاحها بشكل رئيسي على جملة موسيقية جذابة في لازمة الأغنية يصعب نسيانها. هذا العنصر مفقود في أغنية "علاش".
قد يكون لتقديم الأغنية بصيغة تريو دور في نجاحها تجاريًا وحصدها لأرقام مشاهدات عالية. لكن علينا هنا أن نسأل: هل تقديم الأغنية كتريو خدمها جماليًا؟ وهل تحقق التناغم بين الأصوات الثلاثة؟ الحكم الأولي هنا بالنفي.
كُتبت الأغنية بنفس واحد دون مراعاة تقديمها بأصوات متعددة، فبدت الأصوات الثلاثة وكأنها تعكس شخصية واحدة. كما أن التناغم بين الأصوات الثلاثة بدا ضعيفًا نوعًا ما، وأظهر بشكل واضح نقاط الضعف في أداء فؤاد جنيد تحديدًا، الذي ضاع صوته بين قوة صوت أمجد جمعة وشخصية بيسان إسماعيل الطاغية.