بين سيلٍ من الشائعات التي توزّعت بين من قال إنها منهارة، ومن زعم أنها أُدخلت إلى المستشفى، حضرت السيدة فيروز إلى مراسم وداع ابنها زياد الرحباني.
قبل دخولها، طلبت الكنيسة من الحاضرين إخلاء الصالة امتثالًا لرغبتها في أن تودع ابنها " بشكل خاص". جلست قرابة عشر دقائق أمام جثمان زياد، التقطت الكاميرات لحظاتٍ خاطفة من هذا الوداع الصامت، ثم أُغلقت الأبواب احترامًا لرغبتها.
فيروز، التي نادراً ما تظهر، جلست بعدها في صالون الكنيسة لتتلقّى التعازي. بين فنانين، سياسيين، وأناس جاؤوا ليروا فيروز، ويعزّوا في زياد، وربما في أنفسهم، لم تميّز فيروز بين وجه معروف وآخر عابر. بلا بروتوكول ولا حواجز، أومأت برأسها لجميع المعزين المارين بها، بنفس السكون الذي لطالما لازمها، وكأنها تعزيهم بقدر ما هم يعزونها.
من يعرف فيروز ويعرف عمق علاقتها بالإيمان، لم يُفاجأ بحضورها إلى الكنيسة، كان متوقّعًا أن تحضر إلى قداس الوداع، لكن ما لم يتوقّعه أحد هو تماسُكها وصلابتها في لحظة الوداع.
والآن، لم تحل الساعة الرابعة بعد؛ موعد بدء مراسم العزاء، والحشود لا تزال تتوافد إلى الكنيسة. حضروا ليقولوا وداعًا، لا لزياد وحده، بل لزمنٍ كامل رحل معه.