تكاد تجمع المصادر على أن أول من غنى "يا عنيد يا يابا" هو المطرب العراقي حضيري أبو عزيز في ثلاثينيات القرن العشرين، بعد اقتباس كلماتها إما من الغجر، وإما من البدو الرحل. وفي البوادي الواقعة بين العراق وبلاد الشام هناك رواية شائعة عن أصل كلمات الأغنية. تقول القصة إن بدويًا كلما وضعت زوجته مولودًا مات في أيامه الأولى. وفي إحدى المرات، أنجبت امرأته صبيًا، فأطلق عليه اسم عناد لكي يعاند الموت ويقهره.
كبر الصبي وحيدًا لوالديه، وكان أبوه يناديه "عنيّد" للتحبب وقد كان شديد الفرحة والتعلق به. في إحدى الأيام، ساق الجيش العثماني "عنيد" إلى جبهات القتال رغمًا عن أهله، وكانت تلك عادة انتهجها العثمانيون في المناطق العربية الخاضعة لسيطرتهم. حزن البدوي حزنًا شديدًا، وبقي ينتظر عودة ابنه الوحيد. انتهت الحرب وعاد بعض شبان القبيلة، لكن عنيّد لم يكن بينهم.
سأل الأب عن ابنه، فقال رفاقه إنه اختار البقاء في الأستانة وقرر عدم العودة إلى مضارب العشيرة. مرت السنوات وأصبح أبو عناد عجوزًا طاعنًا في السن. انتظر بأسى رؤية ابنه دون جدوى. وقبل وفاته كتب القصيدة التالية: "ربيتك صغيرون/ يا عنيّد يا يابا/ ولما كبرت أنكرتني/ تكسر جناحي ليش/ يا عنيّد يا يابا/ لما ما رديتني/ وكل يوم أقول اليوم/ يا عنيّد يا يابا". انتشرت قصيدة أبي عناد بين البدو، فلحنّها وعزفها العازفون على الربابة والشبّابة، وأضاف عليها المغنون أبيات الحزن والغزل.
تغنى بالقصيدة بعد حضيري أبو عزيز عدد من الفنانين العراقيين، منهم صالح الكويتي وزهور حسين. كما اشتهر بها في الستينيات المطرب الأردني عبده موسى.