"الناس بتحب تسمع مشاكل، بتحب تسمع قصص، بتحب تسمع حقيقة. بتحب تسمع وجع، ما حدا عنده أكثر مني".
بهذا التصريح الصريح، خرج الفنان سيلاوي عن صمته، متحدّثًا في بودكاست "تحت الضغط مع وسام علي" عن الألم الشخصي الذي شكّل ملامح أعماله، وانسكب على هيئة أغانٍ وكلمات في ألبومه الجديد "بيبولر".
"بيبولر" والمعركة بين "حسام وسيلاوي"
لم يكن الحديث عن جولات فنية أو نجاحات على المنصات، بل عن معركة داخلية يخوضها كل يوم:
"عندي شخصيتين. عندي سيلاوي وعندي حسام. وهذا الأشي صار كتير مبين عندي. أنا عامل حسابين إنستغرام. واحد سيلاوي وواحد حسام. لهي الدرجة. وحسام ما بيسمع سيلاوي. لهي الدرجة في فرق".
بهذا الوضوح، فصل الفنان بين الذات الشخصية والهوية الفنية. لكن الفاصل ليس دائمًا واضحًا؛ فكل تجربة مؤلمة عاشها حسام، حملها سيلاوي إلى ألبومه "بيبولر"، الذي يضم سبع أغانٍ، تشمل انترو وأوترو، ليكشف أن كل واحدة منها مرتبطة بمحاولة انتحار:
"سبع أغاني لأنو كان في سبع محاولات للانتحار مع الأسف. كان في إنسان ضعيف فاشل بيحاول بينتحر. أي حد بيحاول ينتحر هو ضعيف مش حدا قوي. عملت الألبوم عشان أفرجي الناس شو مريت".
"تركتني كمان مرة وأنا وكبير!"
هذا الألم رده سيلاوي إلى علاقته بوالدته طفلًا ورجلًا ناضجًا، مسترجعًا انفصاله عنها بعمر الخمسة أشهر، ومقابلتها مجددًا بعد 18 عامًا. اللقاء كان سريعًا، وانتهى كما بدأ: "شفت أمي بعد 18 سنة. وبعد كم ساعة لقيت مسج انو هية طالعة مشوار ومضطرة تترك البيت بعد يومين وبترجع. فطلعت من البيت كمان مرة. يعني تركتني كمان مرة وأنا وكبير".
هذه العلاقة المعقدة تحوّلت لاحقًا إلى صراع قانوني. "أمك بتعملك ساندويشتك، أنا أمي عملتلي سبع قضايا"، قالها سيلاوي بمرارة، مضيفًا أن والدته طالبت بتعويض نفسي بقيمة 150 ألف دينار. وتابع: "أنا انظلمت لما صحيت لاقيت عليي قضية بسبع بنود أنا مش عامل ولا وحدة فيهم... كلهم ظلم بظلم، والحمدلله أنا براءة منهم".
ومع إدراكه أن هذه التصريحات قد تجلب له متاعب قانونية، إلا أن سيلاوي يؤكد أن له الحق في أن يروي قصته، ويفسّر للناس أسباب تغيّراته النفسية والجسدية التي لاحظوها عليه.
أما أكثر ألم أثقل قلبه في تلك الفترة، كان غياب الدعم الذي شعر بالحاجة إليه من محيطه:
"أعز ناس لقلبي كنت نفسي يكونوا معي تركوني بداية الطريق الغلط. ياريت مسكوني. ياريت إجا واحد ضربني كف وقال لي صحصح. يا ريت إجا واحد ربطني في غرفة، ولا خسرت كل هالمحبة، وكل هالناس، وخسرت مصاريي كمان".
14 دولار كل ما كان في جعبته!
ولا يخجل سيلاوي من مشاركة لحظات ضيقه المادي، حتى في ظل شهرته: "شهر رمضان اللي قبل هاذ، كان معاي 14 دولار بحسابي. وسيلاوي وضارب". مؤكدًا على وقوف زوجته ساندرا إلى جانبه في تلك اللحظات الصعبة.
لكن رغم كل هذا الانكشاف الصريح والمؤلم، ما زال الفنان يحتفظ بنبرة التحدي، ويتحدث بثقة عن رحلته في عالم الموسيقى البديلة: "سلاوي بلش 2021 لما ما كانوش يعرفوا شي اسمه موسيقى بديلة، وفي شباب عم تسعى وتحاول توصل. كان في أنا وأخرس وبيغ سام بتذكر. وكان في مطحنة صايرة".
يرى سيلاوي أن مسيرته الفنية لم تكن صدفة، بل ثمرة جهد وتضحية: "أنا أكتر واحد حاولت أوصل للناس. رحت على أماكن أو مرة اللي زينا بروحوا عليها. مع ناس كتير عالميين، فصرنا عالميين". وختم بثقة: "زي ما أنا بديت هاذا لامكان أنا بإيدي بقرر أيمتى بيخلص".