افتتحت نجوى كرم موسم الصيف بإطلاق أغنيتها الجديدة "زين الزين"، والتي تُعد أولى إصدارات ألبومها المقبل المنتظر، الذي يحمل الاسم ذاته. جاءت الأغنية بعد غياب نسبي، حيث كان آخر أعمالها الغنائية "يلعن البعد" التي صدرت في صيف عام 2024.
كان لاثنين من كتاب بيلبورد عربية، عمر بقبوق وسامي عبد الباقي، آراء متضاربة حول هذه التجربة. إليكم رأيين مختلفين، أحدهما مع الإصدار، والآخر ضده:
سامي عبد الباقي
يبدو أن إنتاج سليمان دميان هو ما أنقذ أغنية "زين الزين" من مصير محاولات نجوى كرم السابقة التي لم تثمر عن هيتات، بل دُفنت في طي النسيان. أصبح دميان مؤخرًا المنتج الذي تلجأ إليه العديد من الفنانات العربيات كطوق نجاة يقرّبهن من الجيل الأصغر والمستمعين الحاليين.
إذا استعرضنا كلمات الأغنية بمعزل عن اللحن والإنتاج، نجدها عادية إلى حد بعيد، تحمل ثيمات مألوفة في أغاني نجوى، حيث تتكرر معاني المدح والتقدير للحبيب، بتعابير تبرز صفاته القيادية والرجولية مثل: "ابن العز" و"ابن الأصول" و"شامخ"، و"يا سيدي طل علينا كل ما أنت تطل/ نقوم ونضرب تحية ونرميلك فلّ". كلمات تذكرنا بمفردات عسكريّة سمعناها في أغانيها السابقة، مثل: "بالروح بالدم رح تبقى يا غالي".
أما مع الألحان والتوزيعات، فتكتسب الأغنية جاذبية أكبر، لا سيما مع الإضافات الموسيقية المستوحاة من إيقاع العتابا والجوقة المرافقة، فتصبح أكثر قبولًا وسهولة للاستماع. لكنها في النهاية تبقى أغنية لنجوى كرم. وبالطبع، ليس من المتوقع أن تقدم الفنانة أغنية خارج بصمتها الموسيقية كليًا، لكن حبّذا لو حاولت على الأقل إدخال بعض التجديد على لونها.
قد تظل أغنية "زين الزين" تتردد في الأذهان لفترة، بالأخص اللازمة، لكنها تفتقر إلى مقومات الأغنية الضاربة التي تحقق نجاحًا واسعًا على امتداد العالم العربي. وتظل خيارًا آمنًا من نجوى كرم.
عمر بقبوق
في "زين الزين"، تعود نجوى كرم إلى المساحة التي لطالما تفرّدت بها: على تخوم الأغنية الشعبية اللبنانية وأغاني الليفانتين بوب العاطفية، في توليفة صوتية تُجيد صياغتها منذ التسعينيات. حفاظ نجوى على هوية صوتية موحدة تقدمها طوال عقود، أمر مثير للإعجاب، إذ تمسكت بعناد بتوقيعها الخاص، دون أن يؤثر ذلك على حجم نجاحاتها.
رغبة نجوى كرم بالعودة إلى نجاحات الماضي تبدو واضحة. ليس فقط لأن الأغنية تتكئ على إيقاع بلدي مدروس يُحاكي بداياتها، وينضبط بأسلوب يمكنها من التحليق بصوتها بلا ضوضاء، بل لأنها تستعيد عبر كلمات محمد درويش روحًا قديمة فقدت بأغاني نجوى كرم بالعقد الأخير. أما في أول تعاون لنجوى مع الموزّع سليمان دميان، فيمنح الأغنية توزيعًا موسيقيًا متوازنًا، يعيد نجوى إلى ألقها بأسلوب لا يعيد تكرار الماضي بل يطوّره.
مع كل ذلك كان الفيديو كليب، الذي حمل إمضاء بيار خضرا، أكثر عناصر الأغنية توهجًا، باعتماده على تصميم لوحات راقصة، يوازن فيها الصورة ما بين نجوى كرم وكتلة الراقصين المحيطين بها، والذين يرتدون زيًا موحدًا باللون الأزرق؛ لتبرز بينهم نجوى كرم، وتعيد رسم الصورة التي تفضلها، كشمس الأغنية التي يدور الكل في فلكها. سواء في اختيار الأزياء أو توزيع الحركة والإضاءة، تصبّ جميع العناصر في خدمة هذه الصورة، دون المبالغة بتقديم صور مباشرة كالتي فعلتها بأغاني سابقة مثل "يخليلي قلبك".