منذ اللحظة الأولى لطرح الشامي أغنيته الجديدة "بتهون"، شعر الجمهور أنّ العمل لا يقتصر على كونه إصداراً موسيقياً عاطفياً وحسب، بل عملاً سينمائياً يجسّد تجربة بصرية وسمعية متكاملة.
الأغنية التي كتبها ولحّنها الشامي بنفسه حملت طابعاً درامياً مؤثراً عن الغدر والخيانة، بينما جاء الفيديو كليب بتوقيع المخرج بيار خضرا مشحوناً بالرمزية والطاقة. تتناول كلمات الأغنية الصراع الداخلي بين الشوق والرغبة في البقاء قرب من نحب، وبين القسوة والابتعاد الذي يفرضه الآخر، مع إشارات متكرّرة إلى الصبر وقوّة التحمّل. في هذا السياق، جاءت الإطلالات لتكون مرآة لهذا الصراع العاطفي.
أزياء من رحم الفكرة
بحسب خبيرة المظهر جيني رعيدي، لم يكن الهدف من الإطلالات مجرّد إبهار بصري أو لفت الأنظار عبر خيارات جريئة، بل كانت الأزياء امتداداً للأغنية نفسها. تقول جيني في مداخلتها لبيلبورد عربية: "استوحيت الإطلالات من موسيقاه ومن مزاج الكليب ومن هويته الفنية المميزة وشخصيته الشابة. كل هذه العوامل ساعدتنا على خياطة تصاميم تتماهى مع أجواء العمل"، مؤكدة أن الأزياء جاءت لتجسّد المعنى العاطفي للنص الموسيقي بدلاً من أن تكون مجرد زينة سطحية.
إطلالتان بالجلد
ظهر الشامي في الكليب بإطلالتين كاملتين من الجلد. الأولى باللون الأسود، عبارة عن سروال واسع مع سترة مزيّنة بـ"السبيكرات"، منحت حضوره جرأة إضافية. أما الإطلالة الثانية فجاءت مشابهة من حيث التصميم لكن باللون الأحمر، لتعكس شحنة الغضب والانفعال في بعض مقاطع الأغنية. هذا التناقض اللوني بين الأسود والأحمر بدا وكأنه تجسيد بصري لثنائية القسوة والحنين التي تتردد في كلمات "بتهون".
صناعة من الصفر
تؤكد جيني أن التحضيرات لم تكن سهلة. فالإطلالات صُمِّمت وخّيطت من الصفر بالتعاون مع Studio 10.14، وبالاستناد إلى صيحات الموضة العالمية لهذا العام. واللافت أن الشامي لم يكن حاضراً خلال مرحلة التحضير لانشغاله ببرنامج The Voice Kids، ما جعل الفريق ينجز العمل من دون قياسات دقيقة. ورغم ذلك، تصف جيني التجربة بأنها سلسة ومريحة، لا سيّما أن "الشامي شخص منفتح على الأفكار الجديدة ولا يتردّد في تجربة أشياء غير تقليدية، كما أنه يدرك تماماً ما يليق به، وهذا ما جعل النتيجة مرضية للجميع".
بين الرمزية والجرأة
انسجمت الإطلالات مع مشاهد الكليب المليئة بالرموز، من بينها مشهد حمل الشامي لأفعى والذي يصوّر التحدّي الكبير في مواجهة الأذى. وهنا لعبت الأزياء دوراً محورياً في تكريس هذا البعد الرمزي، من خلال قصّات وألوان مدروسة، توازن بين الجرأة والانسجام مع الطابع الحزين للأغنية.
وتؤكد جيني أن التعاون مع المخرج بيار خضرا كان أساسياً للوصول إلى هذا التماهي: "لم يكن الهدف إظهار الشامي بإطلالات جريئة فقط، بل خلق تناغم كامل بين الأزياء والموسيقى والصورة".
في الختام، استطاع الشامي مجدّداً أن يغرّد خارج السرب، وأن يقدّم تجربة مختلف في "بتهون" لا تشبه إصدارات الصيف التي اتّسمت بنغماتها الراقصة وكلماتها المرحة، إنما تعكس جرأة فنيّة تلامس جرأة الفنان الشاب. أما إطلالاته في الكليب، فلم تكن مجرد خيارات موضة وصيحات رائجة بل كانت امتداداً طبيعياً لفلسفته الموسيقية، تؤكد أنه فنان لا يكرّر نفسه بل يخطّ مساراً خاصاً يزاوج بين الموسيقى، الصورة، والهوية.