تزامنت ليلة أمس عدة إصدارات جديدة مثيرة للاهتمام من المشهد المصري، خاصةً ضمن سين الهيب هوب. وبين الكليبات الجديدة والإنتاج الموسيقي المحكم والمختلف، سمعنا تجارب جديدة كليًا وشديدة الجاذبية، تشهد بقدرة الجيل الجديد من الفنانين الشباب على تقديم صوت أصيل بشكل متواصل.
دبل زوكش - كل حاجة أوكيه
في أحدث إصدار لثنائي المهرجانات المصري دبل زكش، نسمع إنتاجًا موسيقيًا مختلفًا كليًا عن أسلوبهما المعتاد، وقد نفذه كولوبيكس الذي تابعنا انطلاقته قبل سنوات من عالم المهرجانات والأغاني الشعبية مثل "مخاصماك" و"مسيطرة" وغيرها. أما في هذا التراك، فنسمع منه مزيجًا من البوب والفانك شديد الإنسيابية. كما بدا أنه ضم تأثرًا بروح الميم-راب في الإيقاع العام للتراك، وتحديدًا بتراك "Without Me" لإيمينيم.
امتد هذا التأثر بتراك إيمينم الشهير، إلى بعض جوانب الكليب الذي أخرجه لمبة. الجدير بالذكر هنا هو أن إصدارات الدبل زوكش حققت قفزة كبيرة على المستوى البصري فيما يلي انتقالهما مؤخرًا للتعاون مع تسجيلات مدل بيست، فنرى في "كل حاجة أوكيه" تكاملًا بين الصورة وبين التوجه الموسيقي الجديد.
أحمد سانتا - وردة
مر أكثر من ستة أشهر على آخر إصدارات الرابر المصري من شلة المكسيك، أحمد سانتا. لكه عاد ليلة أمس بتراك جديد، ممتع وشديد الجرأة. فمنذ الثواني الأولى، نستوعب أن الإنتاج الموسيقي للتراك، والذي وضعه دكتور معجزة، مبني بالكامل على سمبلة لأغنية "حكايتي مع الزمان" للفنانة الراحلة وردة، وهي السبب في تسمية التراك.
أما على صعيد الكلمات، فنسمع سانتا كالمعتاد يضرب ولا يبالي، فيدس ثلاثة أسماء من نجوم السين المصري في مقطع واحد، ويجز وتووليت وليجي-سي، مشيرًا إلى تخليهم عن الراب لتقديم أغاني البوب: "ما تقارنش سانتا بحد/ ما تقارنش ويجز ببجي/ تووليت تغني بوب/ توو إيرلي يا عم ليجي". لكنه يتابع ليؤكد أن التزامه في الراب إلى حد الآن لا يُلزمه بشيء مستقبلًا: "مش هغني أو عادي أغني أنا حر/ أحسن قلم جه في المجال ده ما شاء الله لو هتقر/ أثبت لنفسي إني الأقوى جيزة كمل الباقي كورد".
أرسينِك - سكوت
في تراك جديد نفذه كاملًا من الألف إلى الياء من كتابة وأداء وإنتاج صوتي، صنع أرسينك لحن تراك "سكوت" مستندًا إلى سامبل لأغنية "عودة" الأيقونية للفنان حميد الشاعري. يقدم عبر أكثر من ثلاث دقائق فريستايل تتالى فيه الفلوهات بلا استراحات، ويكتفي بنقلة بين إيقاعين مختلفين في منتصف التراك.
في كلمات التراك الجديد زخم كبير، وكأن أرسينك يوظف كلماته للخروج من أزمة وجودية شاقة، يتأمل خلالها معاني الحياة ومشقتها وتحدياتها، ليخلص إلى أن الكتابة والتعبير هي في حالته المخرج الذي يشعر أنه يحقق له الكرامة وسط كل هذا، عوض أن يكتفي بالسكوت.