أصدر فريق كايروكي قبل أيام أغنية تلك قضية، عن قصيدة بالعامية للشاعر مصطفى إبراهيم. كان الشاعر قد أدى القصيدة بالتزامن مع الأحداث الأخيرة في فلسطين فنشر فيديو قبل حوالي الشهر ليلاقي انتشارًا واسعًا، وقام فريق كايروكي بتلحين القصيدة وأدائها لتعبر عن مشاعر وأفكار الملايين في العالم العربي اليوم.
يؤدي الفريق القصيدة بلهجة تجمع بين اللغة العربية الفصحى واللهجة العامية، ليخلق هذا التمايز مستويين من التعبير، مستوى جادًا وآخر ساخرًا، وقد قام ولاء كمال بترجمة الكلمات إلى الإنجليزية لترافق مع الأغنية. نستمع إلى الجيتار الأكوستيك كالآلة الوحيدة المستعملة في الأغنية إلى جانب بضع علامات على البيانو، ضمن خيار تقليلي يبقي التركيز على الكلمات والصور. تسخر الأغنية من المعايير الغربية التي تنادي بالحفاظ على حياة الكائنات البحرية، فيما تتجاهل قضايا وصراعات إنسانية بحسب جنسية أصحابها: "ينقذ في سلاحف بحرية/ يقتل حيوانات بشرية/ تلك قضية وتلك قضية".
ينساب الغناء بانسياب القصيدة دون التقسيم المعتاد للمقاطع واللوازم، فيما يُفتتح كل مقطع في القصيدة بتساؤل في سياق الاستغراب عوض البحث عن إجابات، كالسؤال عن كيفية متابعة الحياة اليومية بشكل طبيعي فيما يخيّم ثقل الأحداث الأخيرة على الصدور: "كيف أنام قرير العين؟/ وأضع سدادة أذنين/ والعيلة المدفونة ف بيتها/ ممنوع حد يخش يغيتها". أما النصف الثاني من الأغنية، فتنضمّ فيه إيقاعات بسيطة إلى اللحن لتمنحه شعورًا تصاعديًا. من الجدير بالذكر أن مصطفى إبراهيم هو شاعر غنائي بالعامية، له ثلاثة دواوين، كما سبقت له كتابة أغانٍ لفرق ومغنيين مثل أغنية كانت هتفرق في الوداع مسار إجباري وأغنية فلان الفلاني لباسم وديع.
تأتي أغنية تلك قضية لتلي مشاركة المغني الرئيسي لكايروكي، أمير عيد، في أغنية راجعين، إلى جانب خمسة وعشرين مغنيًا ومغنية من مختلف الدول العربية منهم دينا الوديدي ونوردو ودافن شي وسمول إكس ومروان موسى ومروان بابلو وآخرين.