صدر أخيرًا ألبوم عمرو دياب الجديد "ابتدينا"، حاملًا معه العديد من المفاجآت. أبرزها التعاونات، التي توضح أن الألبوم له توجه مختلف ويحمل طابعًا شخصيًا وعائليًا؛ إذ ضم تعاونين لافتين في أغنية "خطفوني" مع ابنته جنا دياب، وأغنية "يلا" مع ابنه عبد الله دياب.
هذه التعاونات تأتي في سياق أوضح وأقوى من أي وقت مضى: عمرو يقدّم ابنيه فنيًا، لا كضيفين عابرين بل كشريكين في مشروعه الموسيقي الجديد، ويهيئهما لحمل الراية من بعده.
بداية الشراكة الفنية
اللافت أن هذه التعاونات الفنية-العائلية ليست وليدة اللحظة. فقد تعاون عمرو دياب مع ولديه عبد الله وجنا في أغان سابقة. فكان أول ظهور لجنا في أغنية "جميلة" التي أصدرها ضمن ألبوم "سهران" عام 2020. أما عبد الله دياب فقد ظهر معه من قبل في أغنية "يا ليل" التي صدرت منفردة بصيف 2023.
وعبر السنة الماضية بدا عمرو داعمًا لتوجهات ابنيه الفنية. انضمت إليه جنا على المسرح في حفله مع آدم بورت في أبو ظبي، لـ"تدندن" معه جملًا من أغنية "وغلاوتك"، فيما توجه الهضبة للجمهور قائلًا: "بتعرف تغني أحسن مني صراحة". كما شارك قبلها عبر صفحاته الرسمية إصدارًا لفرقة موسيقية صغيرة يؤدي معها ابنه عبدالله في دور المغني الرئيسي بالإنجليزية.
لطالما استحضر عمرو دياب أبناءه في أعماله الفنية. وجميعنا يذكر لقطة ظهور توأمه عبد الله وكنزي في كليب "قمرين" في 1999، عام ميلادهما. كما أصدر أغنية "يا كنزي" ضمن ألبوم "علم قلبي" (2003)، وأغنية "جنا" ضمن ألبوم "شفت الأيام" (2014) لابنته جنا. وما زال يشاع حتى اليوم أن أغنية "نور العين"، كانت رسالة ضمنية لابنته البكر نور.
عمرو دياب - الهضبة - بابا
لكن ما يمنح ألبوم "ابتدينا" خصوصيته الفعلية هو أنه لا يكتفي بالإشارة أو الإهداء، بل يضع الابن والابنة في واجهة العمل، ويمنحه هوية مختلفة: هوية الأب الذي لا يقدّم فقط موسيقى جديدة، بل يقدّم أبناءه كامتداد له في الساحة الفنية.
وإذا كانت الصدفة وحدها ما أوجد أغنية بعنوان "بابا" في الألبوم، دون أن تكون بالضرورة موجهة لأحد أبنائه، فوجودها يعزز ذلك الشعور بأن هذا العمل -في جوهره- يحمل بعدًا شخصيًا وعائليًا وعاطفيًا. بهذا المعنى، يبدو "ابتدينا" خطوة متقدمة في علاقة عمرو دياب بفنه وبعائلته. فهو لا يكتفي بأن يكون الهضبة، بل يختار في هذه المرحلة من مسيرته أن يكون "الهضبة الأب"، الذي يبدأ فصلًا جديدًا، لا يكون فيه وحده.