نزّل رامي جمال قبل أيام أغنية جيت متأخر، أولى عينات ألبومه الجديد، المكوّن من عشرة أغاني ستصدر جميعها خلال فصل الشتاء. كتب كلمات الأغنية محمد مصطفى ملك ولحّنها محمود أنور وقام بتوزيعها محمد ياسر، لتبدأ بتحقيق نجاحات متزايدة على منصات الاستماع، كما دخلت قائمة بيلبورد عربية هوت 100 مباشرة، وظهرت هذا الأسبوع في المرتبة التاسعة.
مُنذ بداياته، غنّى رامي جمال من وجهة نظر الضحية في أغانيه العاطفية التي تُحاكي قصص حُب ضبابية نهاياتها غير سعيدة. لا نُدرك فيها الأسباب التي أدت إلى انتهاء حالة الحُب ولا كيف تحوّل مسار العلاقة لتُصبح كما هي عليه الآن، فلا يُذكر إطلاقًا أية مُفردات ترتبط بالخيانة أو الغدر أو الغش، فكل ما نُدركه في أغاني رامي جمال هو وجود خلل في العلاقة وأنه صار بشكل ما ضحية، وأن كبرياءه يحول دون العفو أو إعادة تقييم الوضع. تكررت هذه الثيمة في العديد من أغاني رامي جمال، مثل فقت متأخر وشفت الحقيقة وبحاول أنساكي ومسيري أنساك ومَغِرتش، وفي أحسن الأحوال يكون الطرفان خاسران في نهاية علاقة الحُب التي يصعب فيها تحديد من الجاني فيها ومن الضحية، مثل أغنية ما تكلمناش.
كما استمر الأسلوب ذاته في إصداراته الأخيرة حكايتنا منهية وهيبدأ يتكلم، اللتان صدرتا بعد موجة من الأغاني الصيفية المُبهجة، واستقبلهما بحماس الجمهور الذي يبدو أنه ينتظر من رامي جمال لونًا مُحددًا، وأن المشاعر التي ينقلها من مواقف تحدث بعد الانفصال هي كلمة السر لعبور الأغنية إلى قلوب جمهوره. لذلك كان نجاح أغنيته الجديدة، جيت متأخر، أمرًا متوقعًا، فهي تُطبق معادلة النجاح الخاصة برامي جمال بحذافيرها.
ما نسمعه في الأغنية الجديدة ليس إلا فصلًا جديدًا من فصول سردية رامي جمال العاطفية، يتم سرده عبر رسم الأغنية لمشهد درامي حزين: "لا جيت متأخر أيوه خلاص مَبقاش نافع/ روح بقا ليه راجع عايز ايه/ … مش كنت طيب قولتها يا حبيبي في وقتها كان ممكن احسها/ ده انا كنت في عرض كلمتين كانوا فارقوا شويتين". رغم تناقض بعض الكلمات، إلا أن التعابير غنية بالتفاصيل التي تميزها، إلى جانب الموسيقى والتوزيعات التي تنقل مزيجًا مختلطًا من المشاعر بخفة، باستخدام بيت خافت يعلو عليه صوت رامي جمال بأداء عاطفي يليق بصوته.