تلعب أغاني الإعلانات دوراً حيوياً في تشكيل تجربة المشاهد في شهر رمضان، فهي الأغاني التي سيسمعها على مدار اليوم، ما بين زحمة المسلسلات والبرامج الغزيرة في رمضان، وغالبًا ستبقى كلمات أغاني الإعلانات في الذاكرة بعد انتهاء الموسم الرمضاني لأنها الأكثر تكرارًا، وقد يظل الناس يرددون كلماتها لعدة أسابيع أو أشهر. لكن بعض الأغاني يدوم أثرها لوقت أطول، كما هو حال أغاني إعلانات حسين الجسمي مع أورانج، التي استعادها الجمهور مع عودة رمضان، وكانت بين الأغاني الأكثر استماعًا في الأسبوع الماضي، لتدخل اثنتان منها في قائمة بيلبورد هوت 100، وهما أغنيتي "رمضان في مصر حاجة تانية" و"سنة الحياة".
إحدى أسرار نجاح أغاني حسين الجسمي في الإعلانات الرمضانية هي التنوع والشمولية في الرسالة التي يحملها كل إعلان. يعتمد الجسمي في أغاني الإعلانات على كلمات تتناسب مع روح الشهر الكريم، مع التركيز على القيم الإنسانية الجامعة التي يرسخها الإسلام؛ فتتميز أغانيه بالترابط مع قيم العطاء والمحبة والتسامح والتضامن، مما يجعلها قادرة على لم شمل الأسرة وتعزيز الروابط الاجتماعية.
أغنية "رمضان في مصر حاجة تانية"، التي صدرت سنة 2022 كإعلان لأورانج، دخلت قائمة بيلبورد هوت 100 هذا الأسبوع، واحتلت فيها المركز 11. الأغنية من كلمات أمير طعيمة وألحان إيهاب عبد الواحد وتوزيع علي فتح الله. وهي بلا شك واحدة من أكثر أغاني الإعلانات الرمضانية تميُّزًا في الأعوام الأخيرة، بسبب صوت حسين الجسمي الذي يبُث طاقة روحانية والكلمات التي تُركز على جماليات مصر في شهر رمضان، وخصوصية الطقوس الرمضانية فيها: "رمضان في مصر حاجة تانية: "رمضان في مصر حاجة تانية والسر في التفاصيل/ رمضان في مصر حاجة تانية طعمه بطعم النيل".
أما أغنية "سنة الحياة" التي صدرت سنة 2020 كإعلان لأوارنج أيضًا، والتي تحتل هذا الأسبوع المركز 93 في قائمة بيلبورد هوت 100؛ فهي أغنية لها خصوصيتها أيضًا، وتُلامس قلوب المغتربين وأهاليهم، كونها تتناول موضوع الطقوس الرمضانية من زاوية نوستالجية، حيث تدمج ما بين مشاعر الشوق لطقوس رمضان مع الحنين للوطن والبيت والعائلة. الأغنية من كلمات أيمن بهجت قمر وألحان محمود العسيلي وتوزيع علي فتح الله، ويرد فيها: "لوطالت المسافات وبعدتنا الأيام/ ما بينا ألف حاجة تبين الاهتمام/ مين قال إنو التلاقي لُقى وسلام بالإيد/ في قلوب بتحس فينا لو حتى من بعيد/ دايمًا جوانا كلام وقصص محتاجة تتقال/ وناس غاليين علينا ما بيروحوش من البال". ويزيد من قيمة الأغنية إعلانيًا، أنها تتناسب تمامًا مع المُنتج الذي تُسوّق له، فهي أعلان مثالي لشركة اتصالات، بتركيزها على أهمية التواصل وقدرة المكالمات على استعادة جزء من الطقوس الرمضانية الاجتماعية، وذلك ما يدعمه الفيديو الخاص بها.