مَن قال إن الصيف يبدأ مع أول موجة حر؟ أحيانًا يبدأ مع أول بيت راقص، وأول جملة من الصواريخ.
في رابع إصدار لهم منذ عودتهم قبل شهر، أطلق ثنائي الصواريخ (دقدق وفانكي) تراكًا جديدًا بعنوان "على مين" بالشراكة مع المنتج والدي جي العالمي حبيبي بيتس. الإصدار الجديد يأتي بعد توقف دام أكثر من تسعة أشهر، بعد انتشار أنباء عن مرور دقدق بظرف صحي، لم يكشف تفاصيله لكن شهد تضامنًا واسعًا من أبرز الأسماء في المشهد المصري.
لكن العودة للإصدار كشفت عن موسم جديد يبحث فيه الثنائي، كعادته، عن "هيت" يضاف إلى أرشيفهم الحافل منذ "لأ لأ" في 2017 وحتى اليوم.
عبور قارات... وجنرات
بعد تجارب موسيقية متعددة خلال الشهر الماضي، بين الإلكترو الشعبي في "مجانين"، وعودة لروح مهرجان "إخواتي" في "تليفوني بيرن"، والتجريب بأسلوب الأولد سكول في "دايرة"، قرر الصواريخ أن يغيروا الاتجاه كليًا هذه المرة.
في "على مين"، ينتقل الثنائي إلى عالم موسيقى الأمبيانو، ويمزجونها بسلاسة مع نكهتهم المعهودة في التراب الشعبي، مع لمسات من آلات تقليدية نسمعها عبر سامبل لـ الناي، وإيقاعات خفيفة تم إنتاجها بالتعاون بين فانكي وكلايتون ويليامز وحبيبي بيتس.
هذا ليس اللقاء الأول بين الصواريخ ودي جي حبيبي بيتس، إذ قدّم الأخير في العام الماضي ريمكس شهير لمهرجان "لأ"، نقل المهرجان إلى جمهور عالمي غير ناطق بالعربية. اعتمد الريمكس على إيقاعات تراب ثقيلة ودرامز 808، وانتشر في قوائم دي جيهات من مختلف دول العالم.
حكم مبدأي
تقدم الأغنية مزيج موسيقي انسيابي بسيط في تركيبه، لكنه يوحي بالرقص منذ أول ثانية. من حيث الكلمات، يعتمد التراك على بنية التبجّح الشعبي: جمل قصيرة ومكررة، تصبّ في خلق حالة راقصة أكثر من تقديم سردية ذات طابع شخصي أو درامي.
تتكرر مواضيع يشتهر بها الثنائي مثل الغدر بهم بعد الشهرة، وقيامهم بالأمور على طريقتهم بلا إكتراث، كما في جملة: "إحنا التوب مجانين مفيش مخ". لكنها أيضًا تفتقر إلى الجاذبية أو فرادة التعابير التي سمعناها في أعمال سابقة للصواريخ مثل "لأ" أو "إخواتي"، والتي جمعت بين الحكاية، والكوميديا، والطرب الشعبي.
كما أن بساطة الإنتاج الموسيقي قد لا تساعد "على مين" في منافسة الإصدارات الصيفية الأخرى داخل السوق المصري. خاصة مع أعمال أكثر تعقيدًا في تقديم جنرا الأمبيانو سمعناها مؤخرًا. لكن المؤكد أن هذا التعاون يضيف تنوعًا إلى كتالوج الصواريخ، ويؤكد سعيهم لتوسيع حدود المهرجان.