كان موسم عيد الحب هذه السنة حافلًا بالموسيقى والأغاني الرومانسية، فصدرت خلال الأيام الماضية عشرات الأغاني العاطفية، آخرها كان دويتو "30 حياة" الذي جمع بين تامر حسني ومها فتوني، وصدر بشكل مفاجئ في أمسية الفالنتاين، ليزيد إثارة موسم عيد الحب هذا العام، ويحظى بسرعة بتفاعل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي.
يمكن وصف "30 حياة" بأنها الأغنية هي الأكثر كلاسيكية بين أغاني عيد الحب التي صدرت هذا العام لحنًا وكلامًا. الأغنية من كلمات تامر حسني ومؤمن راجح وألحان مودي منير وتوزيع كريم أسامة. تعتمد "30 سنة" بشكل رئيسي على المزاوجة بين صوت البيانو والكمنجات؛ فتبدأ الأغنية بدخول درامي على نغمات مفاتيح البيانو، قبل أن يتسلل صوت الكمنجات بمُصاحبة الغناء بتون مُنخفض، يتصاعد تدريجيًا ليشغل المساحة الرئيسية بعد انسحاب صوت البيانو في المقطع الأخير.
أما كلمات الأغنية فهي تعتمد على بنية مألوفة في أغاني الدويتو الرومانسية، يتبادل فيها الطرفان كلمات الحب بتواتر سريع، في سياق يشبه سباق لغوي ودي بين عاشقين يريد كل منهما التأكيد على انغماسه التام بالحب، والمزاودة بكمية المشاعر التي يكنّها للطرف الآخر فيما يتبادلان الجمل: "إنتي الحياه بالنسبه ليا واللي فيها/ مش عايزة أعيش لو ثواني مش هشوفك فيها/ خد مني عمري يارب كله وإديها/ وأنا لو هعيش ٣٠ حياة هفديك بيها".
كل تفاصيل الأغنية تبدو نمطية وكلاسيكية، بما فيها الكليب الذي أخرجه تامر حسني بنفسه، لكن العنصر الوحيد غير النمطي في الأغنية هو تعاون تامر حسني مع مها فتوني بحد ذاته. بالإضافة لكون التعاون جاء بشكل مُفاجئ، بعد سلسلة من الإصدارات التي أطلقها تامر حسني بالتتابع، ليستكمل بها ألبومه "هرمون السعادة"، فإن اختياره لصوت مها فتوني ليُشاركه الغناء كان خيارًا مفاجئًا. رغم أن أصداء صوت مها فتوني لا تزال تتردد بعد أغنيتها الطربية الأولى الناجحة "الصبر جميل"، التي مضى أكثر من عام على إصدارها وتحتل مركزًا ثابتًا في قوائم بيلبورد عربية؛ إلا أن صوتها لا يبدو متناغمًا تمامًا مع خامة صوت تامر حسني، ولا نشعر أن مها احتفظت ببريق صوتها عندما خرجت من مساحتها الصوتية الآمنة واقتربت من ستايل تامر حسني. ولكن بعد التقدّم في الأغنية، تألف الأذن الصوتين معًا، ويُصبح التناغم أفضل بعد صعود الأغنية إلى طبقات مرتفعة، ليبدو التنافر بين الصوتين أكثر جمالًا، ويُعطي إحساسًا أكثر واقعية، وتغدو الكلمات الرومانسية أكثر قابلية للتصديق.