في ثمانينات القرن الماضي، كانت الموسيقى تُنقل عبر الراديو وتُسجل على شرائط الكاسيت، حينها ظهر صوت جديد في مصر، مغني شاب يُدعى عمرو دياب. عام 1983 أصدر ألبومه الأول "يا طريق"، ليضع نفسه على خارطة الغناء المصري ويبدأ في بناء أسلوبه الخاص الذي جمع بين العاطفة والطاقة الشبابية.
مع دخول التسعينات، بدأ عصر الكاسيت الذهبي، وأصبح صوت عمرو دياب حاضرًا في كل مناسبة، من الأفراح إلى لحظات الانفصال العاطفي. ألبوماته مثل "متخافيش" عام 1990 و"نور العين" عام 1996 حققت نجاحًا هائلًا، وأصبحت أغانيه جزءًا من الحياة اليومية للجمهور، سواء في المنزل أو على الراديو أو أثناء السفر بالسيارة.
مع الألفينات، انتقل عمرو دياب إلى مرحلة جديدة، حيث دمج إنتاجًا عالميًا وإيقاعات غربية ضمن موسيقاه. ألبومه "تملي معاك" عام 2000 و"وياه" عام 2009 أظهرا قدرته على التكيف مع التغيرات الموسيقية العالمية، مع الحفاظ على هويته الشرقية المميزة.
مع ظهور العصر الرقمي ومنصات الاستماع عبر الإنترنت، استمر عمرو دياب في الصدارة، محافظًا على شعبيته عبر كل تحول تكنولوجي. ألبومه "سهران" عام 2020 و"ابتدينا" عام 2025 واصلوا الوصول إلى جمهور واسع على سبوتفاي وأنغامي ويوتيوب، ليؤكدوا أن صوته لم يختفِ مع تغير الوسائط، بل ظل حاضرًا ومتجددًا.
واليوم، في عصر التيك توك، تستمر أغانيه الجديدة في السيطرة، بينما تعود أغانيه القديمة لتنتشر مجددًا من خلال الريمكسات، حتى الأغاني التي صدرت قبل أكثر من 30 عامًا مثل "نور العين" و"تملي معاك" أصبحت ترند جديد بين جيل الشباب.
من شرائط الكاسيت إلى خوارزميات الإنترنت، لم يواكب عمرو دياب تطور التكنولوجيا الموسيقية فحسب، بل أصبح جزءًا منها، محافظًا على صوته وإيقاعه، ومثبتًا أن الموسيقى تتجاوز الزمن والأجيال.