اشتهر هاني شنودة بفضل إسهاماته الغنيّة في عالم الموسيقى، كما أنه أحدث ثورة فنيّة بما قدمه في عالم الأغنية المصرية، خاصة وأنه آمن من البداية بأن الألحان لغة يجب عليه اتقانها، فأبدع في صياغتها ومسّ قلوب المستمعين. ولد هاني في مدينة طنطا المعروفة بإحياء الموالد المصرية وأشهرها مولد السيد البدوي، وتعرف خلالها على الإنشاد الديني وحلقات الذكر المليئة بالأصوات العذبة المحببة إلى النفس.
كل هذه الأجواء بالإضافة لحبه للأغنيات الشعبية والفلكلور، جعلته يدخل إلى كلية الموسيقى التي تخرج منها عام 1966، والتحق بعدها بالمعهد العالي للموسيقى. شارك بتأسيس فرقة Les Petits Chats مع وجدي فرانسيس، إلى جانب عمر خيرت وعزت أبوعوف وعمر خورشيد، وقد قدمت هذه الفرقة أغاني روك بلغات أجنبية. التقى بالأديب نجيب محفوظ أثناء عمله بالصحافة لإجراء حوار صحفي، وسأله خلال المقابلة عن تقديم الأغنيات باللهجة المصرية، وهكذا ولدت فكرة أول فرقة تتبنى اللهجة المحلية عام 1977 وحملت اسم فرقة المصريين.
سعت الفرقة من البداية إلى تقديم أغاني منوّعة كلامًا ولحنًا، فابتعدت عن أغاني الحب الكلاسيكية واستبدلتها بقضايا اجتماعية من نسيج الحياة اليومية. تعاونت الفرقة مع مجموعة من الشعراء البارزين الذين ساعدوها على بناء هذه الهوية مثل صلاح جاهين وعبد الرحيم منصور وعمر بطيشة. تكونت النواة الأساسية للفرقة من إيمان يونس وممدوح قاسم وتحسين يلمظ وهاني الأزهري، كما انضمت لاحقًا منى عزيز بعد أن تركت إيمان الفرقة بسبب الزواج. لكن ما تسبب بعدم استمراريتها هو وفاة تحسين يلمظ ومن بعده صلاح جاهين وعبدالرحيم منصور. عاشت الفرقة سنوات نشاطها من عام 1977 وحتى 1988، أصدرت خلالها ست ألبومات هي "بحبك لا"و "حرية صدر "و "بنات كتير"و "ابدأ من جديد" و"ماشية السنيورة" و آخرهم"حظ العدالة".
تعرف هاني شنودة في فترة السبعينيات على محمد منير عن طريق الشاعر عبد الرحيم منصور، وأعجب بمشروعه الغنائي المختلف والقادم من بلاد النوبة، فتعاون معه على توزيع كل أغاني ألبومه الأول "علموني عنيكي" الصادر عام 1977. لم يحقق هذا الألبوم النجاح المنشود وقتها، لكن استمر التعاون بينهما في ألبوم منير الثاني"بنتولد"، وإلى جانب التوزيع لحن شنودة ست أغاني من أصل عشرة، وقد نجح هذا الألبوم نجاحًا كبيرًا وكان سببًا في شهرة منير.
ذاع صيت فرقة المصريين مع السنوات، وخلال إحياء واحدة من الحفلات بعد صدور ألبوم "بحبك لا"، اكتشف هاني موهبة عمرو دياب بالصدفة و أقنعه بالانتقال من بورسعيد إلى القاهرة لدراسة الموسيقى. انتقل عمرو إلى القاهرة وقدمه هاني إلى مجموعة من الشعراء، كما تعاون معه على تلحين أربع أغنيات من أصل ثمانية في ألبومه الأول "يا طريق"، أبرزها أغنية الزمن التي قدمها عمرو في حفل ذكريات مع الموسيقار هاني شنودة لتكريمه في المملكة العربية السعودية.
أما على صعيد التلحين، قدمت نجاة الصغيرة عددًا من ألحان هاني شنودة مثل: "أنا بعشق البحر" و"بحلم معاك"، بالإضافة إلى ست أغاني لم تبصر النور. كما غنت فايزة أحمد من ألحانه "هدى الليل"، وقدم لأحمد عدوية لحنًا لواحدة من أشهر أغانيه الأيقونية "زحمة يا دنيا"، ما يكشف عن التنوع الموسيقي في مسيرة شنودة وتعامله مع فنانين من مختلف الجنرات على صياغة ألحان خالدة.
دخل شنودة أيضًا عالم الموسيقى التصويرية من أوسع أبوابه، بدايةً من فيلم "لا عزاء للسيدات" مع فاتن حمامة، إلى "غريب في بيتي" و "الغول". كما قدم الموسيقى التصويرية لـ12 فيلمًا من بطولة عادل إمام منها: "شمس الزناتي" و"الأفوكاتو" و"المشبوه" و"الحريف". أما آخر أعماله فهو مسلسل "حالة خاصة" الصادر هذا العام 2024، حيث استعاد خلاله أغاني لفرقة المصريين مع جيل جديد ونجح في استقطاب آذان المستمعين الجدد.