عادت مها فتوني بأغنية منفردة جديدة، حملت اسم "مريض"، من كلمات عليم، وألحان مصطفى الشعيبي، وتوزيع ومكساج وماستر عمرو الخضري. تواصل معها حضورها اللافت بالساحة الموسيقية مؤخرًا. بعدما تمكّنت الفترة الأخيرة من تحقيق انطلاقة صاروخية بأغنية "الصبر جميل"، من العودة إلى قوائم بيلبورد عربية بأغاني أخرى، لتثبت حضورها كنجمة جديدة في الموسيقى العربية وأن نجاحها يتعدى نجاح الأغنية الواحدة.
فتوني تواصل التألق
في هذا الأسبوع، تحضر مها فتوني على قائمة هوت 100 بأغنيتها "أول حب"، التي تحتل المرتبة 18، مستمرةً في الظهور للأسبوع السابع عشر تواليًا. كما حققت أغنيتها "مأساة" بدورها حضورًا قويًا، ونجحت في دخول القائمة ذاتها هوت 100 مؤخرًا. مما يعكس نجاحها المتزايد ويعزز إمكانية وصول أغنية "مريض" للقوائم، ولاسيما أنها تنتمي لنوعية الأغاني الدرامية ذاتها التي يفضلها جمهور مها فتوني.
الجدير بالذكر أن مها فتوني كانت قد قدمت أغنية "مريض" لأول مرة في حفلتها الأخيرة في الرياض يوم 20 نوفمبر، وذلك قبل طرحها رسميًا على منصات الاستماع.
حكم أولي
تواصل مها فتوني التألق بالأغاني الدرامية. تعود في "مريض" مجددًا إلى العلاقات التوكسيك التي أجادت التعبير عنها بأغانيها، منذ "الصبر جميل". تبدأ الأغنية بمواجهة صريحة وقاسية. تضع المستمع أمام علاقة مختلة مع رجل يُقدّم نفسه بصورة أكبر من حجمه، فتصفه أنه "أجبن من الظروف". هنا تفكيك مبكر لأسطورة القوة التي يدّعيها. هذه البداية تفتح الباب أمام قراءة نفسية لشخصية الحبيب السابق/ الإكس.
تُظهر الأغنية نموذجًا لعلاقة سامة مع رجل لا يجيد إلا الادعاء، فتصفه مها فتوني بأنه "راجل بالكلام"، فهي تتعامل مع رجل بالشكل لا بالفعل، كثير الكلام والوعود، يحضر شكلًا ويغيب جوهرًا.
تتصاعد الأغنية دراميًا ليبدو أن العلاقة فيها الكثير من العيوب الأكبر، حيث يُمارس الرجل ضدها آليات التلاعب عاطفي، من العزل التدريجي إلى خلق التعلق ثم التهديد بالانسحاب. ويبلغ التصاعد الدرامي ذروته مع المكاشفة بإدراكها لحجم التهميش الذي تعيشه، تغني "أنا حاجة في آخر اهتماماتك"، لتلخص رحلة طويلة من التجاهل والأذى النفسي؛ لتكون الأغنية تجليًا للحظة وعي، تدفعها للقطيعة النهائية مع حبيب "معدوم الضمير"، لتنتهي الأغنية بأنها ستبدأ فيها استعادة ذاتها من علاقة أنهكتها.
وتأتي الموسيقى بشجن يتناسب طردًا مع المشاعر الدرامية في الكلمات، ليغلف اللحن والتوزيع الأغنية بطبقة ميلانكولية، حيث تتداخل الآلات الوترية مع نبض هادئ يمنح مساحة لصوت مها ليقود المشهد. يظهر الأداء وكأنه امتداد للكمانجات لا عنصرًا منفصلًا عنها، فصوتها المنكسر الذي يبدو وكأنه يحاول أن يتماسك، ينساب في التوزيع الموسيقي بانسجام ليتحول الألم إلى نغمة تبقى عالقة بالأذن بعد انتهاء الأغنية.






