تتابع نانسي عجرم تحقيق أصداء واسعة مع إطلاق فيديو كليب "يا قلبو"، العمل المصوّر الأوّل من ألبومها الجديد Nancy 11. الأغنية التي تتقدّم بثبات على قوائم بيلبورد عربية، بعد أن وصلت إلى المراتب الـ 10 الأولى على قائمة هوت 100، وحقّقت تقدماً ملحوظاً على قائمة أعلى 50 مصري، جاءت مرفقة بكليب يعتمد على سرد خفيف ولطيف، يوازن بين العاطفة، العفوية، والجرعة الرومانسية التي لطالما ميّزت أسلوب نانسي. وبين تفاصيل القصّة، كانت الإطلالة هي العامل الأبرز الذي شدّ انتباه الجمهور، إذ خدمت المشاهد بذكاء ومنحت النجمة حضوراً طاغياً دون مبالغة.
إطلالة تُحرّك المشهد ولا تكتفي بتزيينه
تدور قصّة الكليب ضمن حبكة بسيطة: نانسي وصديقاتها يدخلن مطعماً هادئاً في محاولة لإيصال رسالة غير مباشرة لحبيبها المنشغل بلقاء عمل. وعلى الرغم من خفّة الحبكة، لعبت الإطلالة دوراً محوريّاً في تعزيز السرد السينمائي ونجاح الكليب. بدلاً من التنويع في قطع الملابس، جاء الرهان على لوك واحد قوي يتناغم تماماً مع شخصية نانسي في النصّ: اللون، القصّة، والخامات... شكّلت معاً نقطة ارتكاز منحت المشهد طاقة وقوّة عزّزا حضور نانسي وأدائها.
لماذا لوك واحد؟
في حديث خاص لبيلبورد عربية، تشرح خبيرة المظهر سارة كيروز أن اعتماد إطلالة واحدة لنانسي في الكليب لم يكن قراراً عشوائياً، بل امتداداً لفكرة الكليب نفسها. دخول نانسي وخروجها من المكان نفسه من دون انتقال زمني أو تغيّر درامي واضح، يجعل من اعتماد لوك ثابت خياراً منطقياً يخدم تماسك القصة. وحول ما إذا واجه هذا القرار اعتراضاً من قبل النجمة، تجيب كيروز: "أبداً، بل على العكس تماماً، فاختيار لوك قويّ وثابت ساعد في إبرازها وتركيز الانتباه عليها من دون تشتيت".
التباين لمسة درامية مدروسة
أحد العناصر اللافتة في المشهد هو التباين المرئي بين إطلالة نانسي الفاخرة المبنية على الفرو والجلد، والإطلالات الكاجوال والعفوية لصديقاتها. هذا التباين لا يقتصر على الجانب الجمالي، بل يهدف إلى كسر رتابة المكان وتأكيد مكانة نانسي كشخصية محورية في القصّة. دخولهنّ إلى المطعم الهادئ بإطلالات تبدو "غير منسجمة" مع أجوائه يشبه اقتحاماً يعيد ضبط ديناميكية المشهد ويخدم الإحساس العام للأغنية.
توضح كيروز: "الهدف من تنوّع الإطلالات هو إبراز اختلاف الأذواق بين الصديقات، وفي الوقت نفسه إبقاء نانسي كنقطة محورية في حبكة الكليب. كما أن المخرج سمير سرياني دائماً ما يضع الشخصيات والسرد في قلب قراراته الإخراجية، وهذا ما جعل الإطلالات جزءاً لا يتجزأ من البناء الدرامي للكليب".
خامات وألوان تكشف جانباً عاطفياً
اختيار الفرو والجلد لم يكن اعتباطياً بحسب كيروز. فهاتان الخامتان، ذات الوزن والملمس الظاهرين، تبرزان جانب الثقة في شخصية نانسي. التصميم واللون الشتوي القوي يعززان حضورها في كل لقطة، بينما اعتمد المكياج أسلوباً هادئاً وطبيعياً لتفادي المبالغة والحفاظ على توازن يبرز رقّة ملامحها وسط قوّة الإطلالة.
خبرة طويلة وهوية ثابتة
حول التعاون المستمر مع نانسي منذ نحو أربع سنوات، تقول كيروز إن الوقت سمح لها بفهم شخصية النجمة وذوقها بصورة أعمق، ما يجعل الاختيارات أكثر سلاسة ودقّة. الألوان التي تناسب بشرتها، الأقمشة التي تتناغم مع حضورها أمام الكاميرا، وطريقتها في التحرّك... كلها عناصر تشكّل هوية بصرية تبلورت مع الوقت وأصبحت جزءاً من بصمتها الفنية.
وتضيف: " تطوّر تعاوننا تدريجياً. فعلينا أحياناً الخروج عن منطقة الراحة وتجربة أفكار جديدة، لكننا نحافظ دائماً على جوهر هوية نانسي وصورتها المعهودة. هناك ألوان وأقمشة نتجنبها لأنها لا تخدم حضورها على المسرح أو في الإطلالة العامة، وفي النهاية نبحث عن التصميم الذي يعبّر عنها بصدق ويُحاكي هويّتها الفنيّة بغض النظر عن اسم الدار أو المصمم".
رؤية إخراجية متكاملة
يقدّم سمير سرياني في هذا الكليب مثالاً واضحاً على قدرته على بناء حبكة متماسكة تجمع بين الأناقة والبساطة المدروسة. فالإطلالة هنا ليست عنصراً تجميلياً منفصلاً، بل جزء من البنية السردية التي يرتكز عليها العمل، حيث تُستخدم حركة الكاميرا، والإيقاع، والإضاءة، والملابس لخدمة الفكرة الأساسية دون أي مبالغة.
وتشير سارة كيروز في حديثها إلى أنّ التعاون مع سرياني يقوم على رؤية مشتركة وثقة كاملة: "سمير من المخرجين الذين يفكّرون خارج المألوف ويملكون تصوراً واضحاً لكل كليب، بما في ذلك الإطلالات التي يتعامل معها كجزء من القصة. هذا ما يجعل العمل معه ممتعاً وسلساً، فهو يمنحني مساحة للابتكار ويقدّر التفاصيل التي تُغني المشهد".






