عاد نصر محروس لممارسة هوايته في اكتشاف المواهب الموسيقية وصناعة النجوم، ليُقدم هذه المرة الصوت النسائي الجديد وفاء، بأغنية "وأنا لوحدي"، من كلمات وألحان مصطفى شكري وتوزيع أحمد أمين. قام نصر محروس بإخراج فيديو كليب الأغنية بنفسه وأطلقها على قناته الخاصة على يوتيوب، مُرفقًا الأغنية بكلمات يرفع فيها مستوى الرهان ليُقارن نجمته الجديدة على الفور بنجوم الصف الأول في العالم العربي، الذين كان قد اكتشفهم في مطلع الألفية، كشيرين وبهاء سلطان وتامر حسني وآخرين.
ينتمي نصر محروس لعائلة فنية عريقة، فهو ابن المنتج عبد المسيح محروس، الذي كان يدير شركة إنتاج في الستينيات والسبعينيات، أنتجت لفنانين متألقين مثل كارم محمود ومحرم فؤاد ونادية مصطفى. بنشأته عرف نصر محروس أهمية دور الإنتاج الفني وأثره الكبير على تطوير الموسيقى، واختار طريقًا خاصًا، ليعتمد على الأفكار الجديدة والبحث عن الأصوات والمواهب التي تستحق الرهان. كان عرابًا لجيل كامل من نجوم البوب المصري، في العصر السابق لثورة وسائل التواصل الاجتماعية، التي أتاحت للمواهب والأصوات الجديدة منصات لتُقدم نفسها بنفسها. لكن يبدو أن اسم نصر محروس وثقة الجمهور بخياراته يجعلانه قادرًا على لعب ذات الدور بعد تغير لغة العصر ومُعطياته، ليتمكن ببعض الكلمات من تقديم دفعة كبيرة لوفاء، لتحصد الأغنية أول مليون لها على يوتيوب مع صدورها، وهو رقم غير بسيط بالنسبة لمُغنية جديدة تخطو خطوتها الأولى إلى عالم النجومية.
في أغنيتها الأولى، "وأنا لوحدي"، تُقدم وفاء أغنية درامية مُثيرة، تُغني فيها عن ميلها للعزلة وترسم تفاصيل يومها الروتينية التي تعيشها بوحدتها، والتي تُفضلها على الاختلاط بالناس. يعكس صوت وفاء المشاعر الكئيبة بإتقان، ويبدو شديد الجاذبية، خصوصًا في الطبقات المنخفضة. فعليًا يُمكن وصف الأغنية بأنها بداية واعدة لنجمة جديدة، حتى لو جردنا التجربة من سياقها الإنتاجي وارتباطها باسم نصر محروس. فهل يكسب نصر محروس الرهان هذه المرة، وتُحقق وفاء نجاحًا يوازي نجاحات جيل النجوم الذهبي الذي قدّمه للجمهور العربي في العقد الأول من الألفية؟