في خريف عام 2017، صدرت أغنية 3 دقات لأبو ويسرا، لتكون الأغنية الرسمية في النسخة الأولى من مهرجان الجونة السينمائي، ولكنها سُرعان ما اخترقت حدود المهرجان والمدينة الصغيرة لتدخل كل بيت في العالم العربي، وتُصبح واحدة من أكثر الأغاني العربية استماعًا مُنذ صدورها، ويتخطى عدد مستمعيها حاجز الـ 800 مليون على يوتيوب وحده.
كتب أبو 3 دقات بالشراكة مع تامر حبيب، بطريقة ارتجالية على اللحن الذي وضعه أبو بنفسه، لتظهر كأغنية صيفية بامتياز بكل عناصر لحنها والفيديو كليب الخاص بها. ورغم تخلف إصدارها عن موسمها، إلا أنها حظيت بنجاحٍ قلّ نظيره، رُبما لأنها تملك سحرًا خاصًا، فهي تجذب المُستمعين مُنذ بدايتها، بصوت التصفير الطفولي الذي يتداخل مع صوت أمواج البحر بطريقة تبعث على السعادة. تزداد الإثارة حالما يبدأ أبو بغناء الكلمات الرومانسية الحالمة، التي تجعلنا نعيش في خيالنا لحظات ممتعة على الشاطئ، يُرافقها لحن رشيق يُعطي جرعة عالية من الطاقة الإيجابية ويُحفّز على الرقص، رغم إيقاعه البطيء.
لعل ما يميز كلمات أغنية 3 دقات أنها تروي حكاية عادية بطريقة غير تقليدية، فهناك قالب سردي تكسره التعليقات الطريفة والإفيهات التي تمُر بسلاسة دون أن تتعارض مع الجانب الرومانسي فيها. قد تكون الكتابة الارتجالية المشتركة هي السبب في ذلك، ففي الكلمات نشعر بوجود صوتين، أحدهما يرسم الحكاية ببساطة وخفة دم تجعلنا نتلقّى الأغنية بخفة "ولقيت جوايا خناقة كبيرة قامت على طول/ عقلي يعقلني وقلبي يقولي روحلها قول/ مخدتش ثواني وكان قلبي طالع كسبان"، والآخر أكثر شعرية، يغزل صورًا من خيال محايد يُعلّق على الحكاية ويزيد من جماليتها: "وياعيني ياه/ يا سيدي على الأيام/ لما تهادي قلوبنا غرام/ فجأة يهون كل اللي فات".
مع الوصول إلى المقطع الأخير، الذي يكسر فيه صوت يسرا الأنثوي الرقيق سياق الأغنية منخفض الطبقة، تغدو 3 دقات أكثر رومانسية؛ فصوتها الذي يبدو تجسيدًا لـ"عروس البحر" التي وصفها أبو في البداية، يزيد من جمالية السرد بعد تبادل الأدوار. لا شك أيضًا أن حضور يُسرا مع مجموعة كبيرة من نجوم السينما المصرية في الفيديو كليب، كان له دوره في شهرة الأغنية على نطاق أوسع في بداية صدورها.