بعد مرور شهر على إصدارها أغنية "صوتي"، عادت آمال مثلوثي بأغنية منفردة جديدة، حملت عنوان "Lose My Mind". تتعاون آمال في أغنيتها الجديدة مع الرابر نايومي للمرة الأولى، وتتشارك معها بكتابة كلمات الأغنية التي تتداخل فيها اللغة الإنجليزية مع مقاطع راب تؤديها نايومي بالعربية وبلهجتها العراقية. كما تشترك آمال في الإنتاج الموسيقي مع المنتجة صاحبة الترشيح لجائزة الجرامي هانا فِي، ليظهر مدى تطور هوية آمال الموسيقية بعد انفتاحها على الموسيقى الإلكترونية، التي تدمجها ببراعة مع التأثيرات الموسيقية الشمال أفريقية.
منذ ظهورها الأول في بداية العقد الماضي، برز صوت آمال مثلوثي في مشهد موسيقى الإندي العربية، واكتسبت شهرة كبيرة بسبب صوتها الأثيري الذي عبّر عن مشاعر شعبية جمعية في أغاني مثل "كلمتي حرة". مع مرور الوقت بدأنا نكتشف في آمال مثلوثي خصال أخرى تميزها، مع ميلها إلى التجريب والتطور، لنعيش معها رحلة موسيقية غنية سعت فيها دائمًا لتطوير صوتها، لترسخ مع الوقت مكانتها كفنانة مُبتكرة في المشهد الموسيقي العربي.
وفي الأغنية الجديدة تحديدًا، تمكنت آمال مثلوثي من خلق عنصر مفاجأة بتعاونها مع الرابر الشابة نايومي، لصياغة أغنية عابرة للجنرات الموسيقية، تُعطي مساحة كافية للاستمتاع بصوتيهما بفضل البيت الرشيق الذي يتكيف مع الأصوات المختلفة التي تصعد وتتلاشى فجأة في الأغنية. تؤدي آمال مقاطع من الأغنية بصوت جهير يختلف عن صوتها الذي اعتدنا سماعه في أغانيها الأبرز، مثل "حلم" و"كلمتي حرة" أو حتى بأغنية "صوتي". يتخذ صوت آمال مسارًا تصاعديًا حتى يصل إلى ذروته مع ترديد العبارة الرئيسية في لازمة الأغنية: "I think I’ll lose my mind"، التي يتلون معها أداء آمال لتمهد للنصف الثاني من الأغنية، الذي تدخل به نايومي مع تصاعد الإيقاعات البدوية وتؤدي باراتها وتزيد من حماسة الأغنية.
يضيف الكليب الذي أخرجه آمبِر غراي المزيد من العناصر الجمالية للأغنية، فرغم بساطته واعتماده بمعظمه على حركة آمال مثلوثي وزيها الأحمر المتباين مع الخلفية الزرقاء، وما يعادلها من لقطات معكوسة لنعومي التي ترتدي زيًا أزرق ووراءها خلفية حمراء، لكنها بساطة تبدو مُلائمًا لسحر الأغنية.