بعد مرور مدة على آخر إصداراته "زماني" في مطلع هذا العام، عاد حسن بإصدار جديد بعنوان "MELO & PIANO"، ليكون ثاني أعماله لهذه السنة، بعد ألبومه "برنس" الذي طرحه العام الماضي.
يُعد حسن من الأسماء الصاعدة في المشهد المغربي، وقد تمكن خلال السنوات القليلة الماضية من ترسيخ اسمه، خاصةً بفضل أسلوبه الذي يدمج التأثيرات المحلية مع الأفروبيتس والهيب هوب. حقق من خلال إصداراته السابقة مثل "عمري" و"وصلني مسج" شهرة واسعة، وأظهر قدرة على الكتابة الحادة والأداء الصوتي المتنوع مع تنوع الجنرات.
عودة بعد غياب قصير
يأتي تراك "MELO & PIANO" في فترة هادئة نسبيًا في مسيرة حسن مقارنة بالسنوات الثلاث الماضية التي شهدت نشاطًا مكثفًا وإصدارات متتالية. قد يكون هذا العام الأقل غزارة، لكنه يظل ذا قيمة، خصوصًا مع التعاونات المهمة في هذا العمل، من بينها الإنتاج مع طالبي الذي أضاف إيقاعات أفروبيتس مبتكرة، مساهمًا في التجديد المستمر للمشهد الموسيقي المغربي، والإخراج مع حمزة هوار المعروف بأسلوبه الواقعي الذي يعتمد على التصوير الحي والزوايا الطبيعية والإضاءة المتقنة.
حكم أولي
من أول بار، يأخذنا حسن إلى عالمه الشخصي العميق، حيث يحكي قصته عبر ثيمات متعددة تمزج بين الألم والطموح. منذ البداية، يظهر همسه الداخلي في عبارة "شفتها بعيدة حسبتها avant"، موضحًا قسوة الواقع والعزيمة على الاستمرار رغم الصعوبات.
يتنقل بين صور الحياة اليومية وضغطها النفسي، ليخرجها في شكل يمزج بين الاعتراف والتمرّد. استخدامه للدارجة والسلانغ يمنح النصوص حرارة وقربًا من المستمع، خصوصًا في عبارة "بوحدة ماما نجيب ليها الديامون (الألماس)"، حيث تمثل الأم مصدر دعم وإلهام، بينما تُبرز كلمات أخرى العلاقة بين الموسيقى والذات كأداة للتنفيس والشفاء.
مع تقدّم الأغنية، يصبح حضور البيانو رمزًا للصراع الداخلي بين الهشاشة والقوة، فيما يحافظ حسن على إيقاع متوازن بين العتاب والأمل. تُبنى كلمات "MELO & PIANO" على ثنائية الألم والإبداع، حيث تتحول التجارب القاسية إلى طاقة فنية، ليمنح المستمع نصًا يجمع بين الصدق الشعوري والجرأة العاطفية.
يحمل الكليب أجواءً صيفية احتفالية، حيث يظهر حسن مع أصدقائه في فيلا يحتفلون على أنغام الأفروبيت، مستخدمًا ألوانًا دافئة وإضاءة مشرقة تعكس الفرح والحيوية. ورغم الطابع المرح، تركز اللقطات على وجوه الشباب المتعبة أحيانًا، ما يعكس صراعاتهم اليومية ويحوّل الاحتفال إلى لحظة مهرب من الواقع. تعزز حركة الكاميرا السلسة بين اللقطات الجماعية والفردية الإيقاع الموسيقي، ليقدّم الكليب مثالًا على الأغاني الصيفية المغربية التي تمزج بين المتعة والصدق الواقعي.