وصف بول تينجين في مقالٍ نُشر عام ١٩٩٧ في مجلة Sound on Sound نجاح أغنية الشاب خالد "ديدي" الصادرة في عام ١٩٩٢، بأنها كانت ظاهرة عالمية انتشرت في آسيا وأوروبا بشكل غير مسبوق لفنان عربي، حتى أنها جعلت الشاب خالد مشهورًا أكثر من شهرة مايكل جاكسون في الهند. عُدَّ ألبوم "خالد" عام ١٩٩٢، والذي ضم أغنيتي وهران وديدي، انطلاقة خالد للعالمية. شارك في الإنتاج الموسيقي للألبوم دوس واس، والذي سبق له التعاون مع الرولينج ستونز وبوني رانيت وبوب ديلان. مع ذلك، فإن ذروة التمكن من التقنيات الغنائية والموسيقية لخالد جاءت مع ألبوم "نسي نسي" الصادر في ١٩٩٣، وأنتجته تسجيلات باركلاي وبولي جرام مناصفة، كما أنه الأكثر تنوعًا في الجُنرات الفرعية الحاضرة، وشمل الكثير من الأغاني التي تعد من أفضل ما غنى مثل "بختة" و"Les ailes" و"شابة" و"علاش تعدي" و"نسي نسي" والنسخة الأولى من "عبد القادر" وغيرها من هيتات.
باستثناء أغنية "عبد القادر"، يخرج الألبوم كقصيدة حب متقطعة بين الوطن والمهجر، بأغانٍ ذات فيرسات قصيرة مكررة تتوافق مع تقنية اللوبينج المستعملة في التلحين والتوزيع الموسيقي في أغلب الأغاني، وأغانٍ أخرى غنية لغويًا تمتد إلى فيرسات أطول واصفة حالة شعورية وصورًا مادية. يتنقّل عبر الأغنيات بين إحالات واستعارات وأوصاف تراثية وأخرى حديثة، ففي "بختة" يغني: "جاية في كاليش/ مراسية كي أمير الجيش/ الرقبة كي الطورنيش/ صافية و الوجه مراية"، حيث يتغزل بها واصفًا مشبهًا إياها بمحارب عتيق، برقبة طويلة، وهي أحد دلالات الجمال في الثقافة الجزائرية، ووجه صافٍ، ليدمج بين نوعين من الغزل.
أما في "المرسم" يعبّر عن معاناة المهاجر الوحيد المتعلق بحبيبته في الوطن وبؤس أوضاعه في الغربة: "حالي بحال اللي خرج من الأوطان/ يا راجل واش طايوصلنا/ يدي ليهم غير رجل و حصان/ ما نضوبلش كارزين في غ الصحنا"، إذ تظهر اللغة والمفردات غنية بالإحالات الاجتماعية والتاريخية والمستمدة من التراث: "الكل اللي يواتى على الرضعان مولاهم ما يرضاش هنا". أما في الحديث عن العلاقات العاطفية فتظهر أوصاف وتعابير بلغة أكثر مرحًا، فيصف من رفضت حبه وتريد العودة بعد ضيق الحال في "نسي نسي" وقد وجدت نفسها وحيدةً في المغرب بعيدًا عنه: "لما جات المحنة باش تفاجي/ لقت نفسها مسكينة في طنجير (طنجة)"، أو نراه يستغرب في "Les ailes"، "حتى انتي طولت جناحيك/ وعرفتي الغلطة من الصواب".
يعد الشاب خالد هو صاحب الفضل في الانتشار العالمي لقصيدة "عبد القادر"، والتي تتغنى بالقطب الصوفي عبد القادر الجيلالي. يقال أن القصيدة كانت للحاج زغادة المدعو الورشاني، وهو مؤلف شعر شعبي، قام بتأليفها عندما كان سجينا في سجن "لامبيز" الاستعماري الفرنسي، حيث رأى في منامه الولي الصالح عبد القادر الجيلالي، فآمن الورشاني أنها رؤية، ومن هنا كتب القصيدة التي يبدأها بمناجاة الجيلالي وجميع الأولياء الصالحين. بعد خروجه من السجن غنى الورشاني قصيدته وغنّاها من بعده كثيرون، لكنها ظلت محدودة بالأعراس والاحتفالات المحلية إلى حين تقديم الشاب خالد لها. كما تنسب القصيدة أيضًا للشاعر للجزائري عبد القادر بطبجي، وأنه ألّفها العام ١٨٧١، حيث أن أغلب شعره كان في مدح عبد القادر الجيلاني.
جاء التعاون مع المنتج دون واس في ألبوم "خالد" لرغبة الشاب خالد في خلق نسخة من الراي يمكنها الانتشار عالميًا، وللسبب ذاته تعاون في ألبوم "نسي نسي" مع المنتج فيليب إيديل، والمنتج ريتشارد إيفانز في بعض أغنيات الألبوم. اعتمدت التوزيعات بشكل واضح على الإيقاعات الإلكترونية، وعزف الكمنجات الأوركسترالية، إلى جانب الدربكة والقصبة والساكسفون كالآلات أساسية. عرفت معظم الأغنيات فقرات عزف صولو طويلة، مع توجه واضح إلى بعض الجُنرات الفرعية مثل الشعبي في "Adieu"، بإضافات من الغايطة. كما استمعنا إلى الجروف فانك في "نسي نسي"، بينما مالت كلٌ من "عبد القادر" و"صيربي صيربي" للآر-أند-بي. أما في "Les Ailes" فجاء التوظيف المكثف للأكورديون، والذي أضاف روحًا مختلفة كليًا في النصف الثاني للأغنية.
مزجت "علاش تعدي" بين الشعبي والجاز، وتخللتها وصلة من الفانك الصاخب بنوتته العالية، صنعت بجاذبية وحرفية عالية لدرجة أن تم استخدام الأغنية في فيلم الخيال العلمي The Fifth Element من بطولة بروس ويليس في عام ١٩٩٥. كما استمعنا إلى الجروف فانك في "نسي نسي"، بينما مالت كلٌ من "عبد القادر" و"صيربي صيربي" للآر-أند-بي. يجدر الإضاءة أيضًا على مدخلات الصوت المحلي والأفريقي كدخلة أغنية "المرسم" التي وظفت عينة من موسيقى الأفراح الشعبية مع الجيتار الكهربائي، والاستعارات من الموسيقى الإفريقية المتمثلة في البالافون، والتوزيع والإلقاء الغنائي في "زين زين ماما" في المقطع الأول في أغنية "زين الزين".