اكتشف إبراهيم أغ الحبيب حبه للموسيقى بعد أن رحل عن مالي في فترة السبعينيات، لأسباب سياسية واقتصادية، مع باقي الطوارق. بدأ رحلة تكوين الفرقة في تمنراست جنوب الجزائر، عندما حمل الجيتار الكهربائي للمرة الأولى وتعلَّم العزف عليه. التقى لاحقًا بباقي الأعضاء في ليبيا خلال فترة الثمانينيات، وشكّلوا مجموعة غير منظَّمة تؤلف أغاني حول قضايا الطوارق، وأسَّسوا استديو بدائي ليسجلوا موسيقاهم على أشرطة الكاسيت. حملوا آلاتهم الموسيقية وعزفوا في الحفلات خلال التسعينيات، وبما أن الفرقة لم تحمل اسمًا حتى ذلك الوقت، أطلق عليها الجمهور اسم "كيل تيناروين"، أي أولاد الصحراء باللهجة التماشقية، وهي واحدة من لهجات الطوارق.
سجلوا ألبومهم الرسمي راديو تيسداس سنة ٢٠٠١، وأبقوا فيه على الجوهر الأساسي لموسيقى الطوارق مع آلات مثل الإمزاد، وهي آلة تقليدية تشبه آلة الكمان كانت تعزف عليها النساء تاريخيًا، ما أضاف طبقة من الأصالة الثقافية إلى صوتهم. كما استخدموا طبلة تيندي، وهي طبلة كبيرة ذات رأس واحد يتم العزف عليها غالبًا باليدين، ساهمت ببناء نمط إيقاعي من صوت الصحراء.
نقلت كلماتهم قصص سكان الصحراء، وتقاليدهم بالترحال الدائم بحثًا عن الماء والغذاء، حتى صارت موهبتهم بالكتابة جوهر نجاح إصداراتهم. وثّقوا ثقافة الطوارق ومعاناتهم من الحرب في مالي، وحافظوا دائمًا على لهجتهم التماشقية. حملت أصواتهم حزن أبناء الصحراء، خاصة في ألبوم أمان إمان والذي يعني الماء هو الأمان سنة ٢٠٠٧. حكوا في كلير أشل عن الترحال الدائم والتنقّل على أرجلهم، وقد انعكست صورة الصحراء في جميع أغانيهم.
استلهم أعضاء الفرقة من مختلف الألوان الموسيقية مثل الروك والريجي والراي. أُطلِقت عليهم تسميات مثل بلوز الطوارق لتأثّرهم بموسيقى البلوز، لكن الجدير بالذكر أنهم استلهموا من البلوز القادم من نيجيريا والمختلف عن ذلك الذي تطوّر في أميركا على يد المهاجرين الأفارقة، نسمع هذا التأثير في إصدارات مثل Nànnuflày. حافظت الفرقة على التراث من خلال تجديد موسيقى شعب الصحراء المنسي، وأطلقت اسم الأسوف على هذا الابتكار الموسيقي الذي يعني الحنين والشوق إلى الماضي، ووثّقته في إصدار أسمته أسوف. تمثّل تيناروين اليوم حركة ثقافية ولدت من معاناة شعوب الصحراء، ونقلت سردية الطوارق المنوعة والغنية، وقد ظهر تطورها جليًا في ألبومها الأخير أماتسو ٢٠٢٣.
شاركت الفرقة على مدار السنوات الماضية في عدد كبير من المهرجانات ونقلت هذا الإرث الموسيقي لجمهور واسع عبر حفلاتها. كما تشارك في نسخة هذا العام من مهرجان ساوند ستورم من ميدل بيست ومؤتمر إكس بي لمستقبل الموسيقى.