عرف صوت الراي الكثير من التطورات عبر السنين، وتداخل مع مشاهد مختلفة خاصةً مع المهاجرين إلى أوروبا وفرنسا تحديدًا. حقق الراي شهرة عالمية بعد حفل 1,2,3Soliel الأيقوني مع الثلاثي الشاب خالد ورشيد طه وفُضيل في ستاديوم باريس، لكنه بعد هذا الحفل كان بحاجة إلى موجة إنعاش جديدة تقرّبه أكثر وأكثر من العالمية.
مع بداية الألفية، بدأنا نسمع اندماجات جديدة في هذه الجنرا مع أنواع موسيقية غربية مثل الهيب هوب والآر-أند-بي. اعتمدت هذه الموجة على إدخال إيقاعات الأولد سكول راب على الجمل اللحنية للراي، أو الاعتماد على عناصر من آلات قادمة من الجاز والبلوز، وهنا بدأت تتشكل جنرا فرعية جديدة عُرفت بموجة الراي-آند-بي.
بالعودة إلى جذور هذا المشهد يمكننا القول إن الموضوع حدث بالصدفة في البداية، قبل أن يدخل إلى المشهد منتجون ورابرز كان هدفهم المساهمة فيه. هذا ما حصل في أول أغنية حققت شهرة عالمية ودمجت تأثيرات الهيب هوب والراي "أنا الغلطان" في عام 2001. كان هدف الشاب رزقي تقديم ألبوم تجريبي يدفع صوت الراي بالمغرب، لكن سرعان ما تحولت هذه الأغنية إلى هيت وصل إلى كل المنطقة والعالم.
بعدها بحوالي ثلاث سنوات، التقى المنتج دي جاي كيم القادم من مشهد الراي مع المنتج دي جاي غولدفينغرز من مشهد الهيب هوب، سمحت لهما هذه الخلفية بإضفاء لمسة جديدة وإيجاد منطقة وسطية بين الراي والآر-أند-بي دون تفضيل أسلوب على الآخر. أطلقا ألبوم "Des 2 cotés" ويعني "من الجانبَين" أي ضفتَي البحر الأبيض المتوسط، وجمعا بين الأصوات القادمة من شمال أفريقيا مع فنانين من أوروبا. حمل الألبوم ثنائيات مذهلة منها تعاون الرابر تونيسيانو من مجموعة الراب سنايبر مع المغنية ناتاشا أطلس في تراك "دنيا".
في صيف العام 2004، أطلق المنتجان دي جاي جي كور ودي جاي سكالب ألبوم "Raï’n’B Fever"، وكان الهدف من هذا المشروع تعريف الجيل الذي استمع إلى فُضيل والشاب خالد إلى هذه الموجة الجديدة، وقد شاركت هذه الأسماء الأيقونية من مشهد الراي مع الجيل الجديد من مغنيي الآر-أند-بي والرابرز من المشهد الفرنسي مثل 113 وويلي دينزي.
اعتمد الثنائي كور وسكالب على أسلوب إنتاجي متقن، وقدّما بواكير تجارب السَمبلة من الراي في أغنية "Mon bled" من أغنية "عبد القادر"، وقد قدمها محمد الأمين مع الشابة ماريا. حققت إصدارات هذا الألبوم نجاحًا غير مسبوق، وقد خرجت في فيديو كليبات تجديدية وانتشرت حمّى الراي-أند-بي في العالم. بعد نجاح النسخة الأولى أطلق الديو أربع نسخات كان آخرها عام 2011، مع إسهامات عالمية منوّعة من المشهدَين مثل الشيخة ريميتي وكيلي رولاند.
غرقت أغاني الراي-آند-بي بثيمات الهجرة والغربة وحقائب السفر وحب الوطن والهروب منه، وحملت الكلمات رمزيات من حياة المهاجرين القادمين من بلاد المغرب إلى فرنسا. غنّى رضا الطلياني في أغنية "Partir loin" للبابور، وهي السفينة التي تنقل المهاجرين إلى البلدان الأوروبية، شاركه فيها الرابر ريم ك. من مجموعة 113 بفيرسات عن حياة الغربة باللهجة الفرنسية للمهاجرين، وقد ذكر في كلماته عددًا من الأسماء البارزة من الجزائر مثل الشاب حسني. عُرف ريم ك. أيضًا لإسهاماته المتعددة في الجنرا من خلال تجارب منوّعة مثل "Tonton du bled".
سمحت هذه الموجة للراي بالوصول إلى جمهور أوسع خارج حدود شمال أفريقيا، ولاقت الألبومات والإصدارات صدى كبيرًا في العالم. انقطع صوت هذه الموجة بعد الألبوم الأخير من "Raï’n’B Fever"، لكن التجديد والتجريب مع جنرا الراي لم يتوقف، حتى استعاد المنتجون من مشهد الهيب هوب المغربي هذه التجارب وقرّبوها مجددًا مع موجة التراب الجديدة من الهيب هوب، ليخرج نوع جديد في عام 2018 وهو التراي.