في إصداره الجديد "Rehab" الذي تعاون فيه مع عبده ويو أصال في الإنتاج، يستمر دراجانوف كأحد أكثر الأسماء ثباتًا وجودةً في إنتاجاته في المشهد المغربي. يأتي الإصدار أيضًا في ظل انتعاشة كبيرة يمر بها عبده بعد سلسلةٍ من التعاونات مؤخرا مع لمهدي وستورمي، فيما يستأنف المنتج يو أصيل تعاملاته المثمرة مع رابرز مغاربة مثل طوطو في طنغو وثنائي شايفين في "واش كان ما يدار" و"تشارا" التي جمعت تشكيلة واسعة من الرابرز بالإضافة إلى "Lockjaw" لٍفرنش مونتانا وكوداك بلاك.
يعود دراجانوف مرة أخرى ليعزّز أسلوبه ويستمر في تعاوناته الناجحة والمدروسة في ظل مشهدٍ محلي مزدحم بالإصدارات والتعاونات. ينسجم أداء عبده الذي يطلق أسطره في ثباتٍ ورصانة مع صوت دراجانوف الذي أصبحنا نحدس أسلوبه من خلال ملامح مميزة، بدايةً من خامته الغنائية الدافئة وانسيابية أدائه. ففي "Rehab" يلّون دراجانوف أداءه ليقترب من الغناء عند مستوى اللازمة ويمنح الأغنية نقلات منعشة بين الراب والغناء. وضع يو أصيل حلّة صوتية حالمة تناسب أداء الثنائي تميزها أسطر كيبورد هادئة في الخلفية وحزمة من الأصوات المحيطة التي تضفي مسحة داكنة.
استعان الثلاثي بالمخرج جمال حقو الذي أخرج كليبي "شيشي" و"عدابي" لدراجانوف. اقتصر الفيديو على ألوان مظلمة وداكنة تعكس المزاج السوداوي الذي يخيّم على كلمات الثنائي: "والفنا نعيشو وسط الأشرار/ كل شهر كي يموتو جوج/ كي يتشدّو عشرة". يشدّد عبده على حالة التمزق التي يعيشها: "فيّا جوج مالناس"، ولا يجد مهربًا في وحدته القسريّة غير الموسيقى التي تنقذه من العدم المحيط: "لموزيكا ديالي بيّا مهاجرة".
يؤكد التعاون الثلاثي في إصدار "Rehab" على الثوابت التي تميز مشهد الراب المغربي، أهمها التشبيك بين الرابرز على اختلاف تجاربهم وتباعدها. يمنح بناء الجسور هذا بين مختلف أجيال الرابرز في المغرب زخما إضافيا إلى المشهد، ما يحفّز البقية للتجريب وتكثيف التعاونات للحفاظ على توهّج الراب المغربي.